في ظل التحديات الاقتصادية الكبيرة التي تواجهها أفريقيا، يصبح من الضروري معالجة قضايا التمويل بشكل فعّال، حيث يشير الدكتور محمود محيي الدين إلى أهمية توفير بيانات دقيقة تتعلق بالمشروعات، مما يعزز الثقة ويجذب الاستثمارات اللازمة للنمو، فعدم وجود بيانات موثوقة قد يؤدي إلى تفاقم المشكلات الاقتصادية ويعيق جهود التنمية المستدامة، لذا يجب على الحكومات ومؤسسات التمويل التعاون لتوفير المعلومات اللازمة، كما أن ترويج قصص النجاح الأفريقية يساهم في تصحيح التصورات الخاطئة لدى الممولين الدوليين، مما يعزز من قدرة أفريقيا على مواجهة التحديات المالية وتحقيق التنمية المرجوة.

الدكتور محمود محيي الدين يشارك في منتدى الرؤساء التنفيذيين الأفارقة

في إطار مشاركته الفعالة في الفعاليات التي تُعقد على هامش الدورة 80 للجمعية العامة وأسبوع نيويورك للمناخ، شارك الدكتور محمود محيي الدين، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لتمويل التنمية المستدامة، في منتدى الرؤساء التنفيذيين الأفارقة (ACF) ضمن المبادرة العالمية للأعمال في أفريقيا (GABI)، حيث تناول موضوع “عدم انتظار التغيير المؤسسي: معالجة المخاطر في أفريقيا من خلال البيانات والسرد” وأكد أن التكلفة المرتفعة لرأس المال والدين في أفريقيا تعيق النمو الاقتصادي.

أهمية البيانات في جذب الاستثمارات

شدد محيي الدين على ضرورة توفير بيانات دقيقة ومفصلة على مستوى المشروعات لتعزيز الثقة وجذب الاستثمارات، وأكد على أهمية الترويج لقصص النجاح الأفريقية بشكل فعّال لتصحيح التصورات غير الدقيقة لدى الممولين الدوليين، ودعا الحكومات ومؤسسات التمويل متعددة الأطراف والقطاع الخاص إلى التعاون في توفير البيانات الدقيقة ذات الصلة بمخاطر التمويل، مما يسهم في خلق بيئة استثمارية أفضل في القارة.

التعاون الدولي لمواجهة الأزمات العالمية

في مناقشة مع ريتشارد مويونجي، رئيس مجموعة المفاوضين الأفارقة، أشار الدكتور محمود محيي الدين إلى أن الأزمات العالمية مثل تغير المناخ وندرة المياه والديون لا يمكن حلها بشكل فردي، واستعرض نجاحات حديثة في العمل متعدد الأطراف، مثل “التزام إشبيلية” الذي يعكس الإرادة السياسية المتجددة لإصلاح الهيكل المالي العالمي، كما سلط الضوء على إنجازات مثل ضم الاتحاد الأفريقي كعضو دائم في مجموعة العشرين، وإطلاق مبادرة بريدج تاون.

وأوضح محيي الدين أن المؤسسات الدولية تواجه تحديات مثل عدم التوازن في التمثيل، واستمرار فجوات التمويل، حيث يتطلب التغلب على هذه التحديات إضفاء الطابع الديمقراطي على صنع القرار وضمان الوصول العادل إلى التمويل، مما يعيد بناء الثقة من خلال الوفاء بالالتزامات.

فرص جديدة في مؤتمر الأطراف الثلاثين

دعا محيي الدين إلى أن يكون مؤتمر الأطراف الثلاثين في البرازيل فرصة للانتقال من المفاوضات إلى التنفيذ، مع التركيز على توفير التمويل وبناء القدرات ونقل التكنولوجيا بشكل ملموس، وأكد خلال مشاركته في فعالية “رؤية 2030 لجدول أعمال العمل المناخي” أن ربط أجندة العمل المناخي بمؤتمرات المناخ يمكن أن يعزز من دمج أهداف المناخ مع أهداف التنمية المستدامة.

كما أشار إلى أن هذا الربط يعزز التأطير الشمولي، حيث يصبح التقرير الشامل للمراجعة العالمية للعمل المناخي بمثابة بوصلة للخطوات التالية، مما يساهم في دمج أولويات التنمية في العمل المناخي، ويتيح للمبادرات المناخية الاستفادة من مصادر تمويل أوسع، خارج نطاق التمويل التقليدي.

مبادرة المنصات الإقليمية لمشروعات المناخ

أكد محيي الدين أن مبادرة المنصات الإقليمية لمشروعات المناخ (RPCP) حققت تقدمًا ملحوظًا منذ إطلاقها، حيث تم تحديد أكثر من 450 مشروعًا مناخيًا جاهزًا للاستثمار بإجمالي متطلبات تمويل تتجاوز 500 مليار دولار، ونجح 19 مشروعًا منها في جمع تمويل بقيمة 1.9 مليار دولار، مما يعكس أهمية التعاون الإقليمي في تحقيق الأهداف المناخية والتنموية.