تشهد أسعار الذهب قفزة غير مسبوقة حيث وصلت إلى مستويات قياسية جديدة مع توقعات بخفض أسعار الفائدة في المستقبل القريب، هذا الارتفاع يعكس قلق الأسواق من التضخم واستمرار الطلب المتزايد على المعدن النفيس كملاذ آمن في ظل الظروف الاقتصادية غير المستقرة، فقد سجل الذهب ارتفاعاً ملحوظاً بنسبة 42% منذ بداية العام، وهو ما يعكس تزايد الاهتمام من قبل البنوك المركزية والمستثمرين، كما أن البيانات الاقتصادية المرتقبة قد تؤثر بشكل كبير على توجهات السياسة النقدية، مما يزيد من احتمالات المزيد من التيسير النقدي، وفي ظل هذه الظروف، يبقى الذهب الخيار الأمثل للعديد من المستثمرين الباحثين عن الأمان والاستقرار المالي.
ارتفاع قياسي لأسعار الذهب وسط قلق من التضخم
تتجه أسعار الذهب نحو مستويات قياسية جديدة، حيث سجلت العقود الآجلة للمعدن الأصفر ارتفاعًا ملحوظًا، حيث بلغت 3,763.10 دولارًا للأونصة، وهو رقم لم يسبق له مثيل، يأتي هذا الارتفاع في ظل تخفيض مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لأسعار الفائدة الأسبوع الماضي، مع توقعات بخفضين آخرين خلال هذا العام، مما أثار القلق في الأسواق بشأن التضخم.
زيادة الطلب على الذهب في ظل الأوضاع الاقتصادية
سجل سعر التسليم الفوري للذهب ارتفاعًا بنسبة 0.8% ليصل إلى 3,711.45 دولار للأونصة، ويظهر الذهب زيادة بأكثر من 42% منذ بداية العام، يعود ذلك بشكل رئيسي إلى ارتفاع الطلب من البنوك المركزية، بالإضافة إلى سعي المستثمرين نحو ملاذات آمنة وسط حالة من عدم اليقين، خاصة فيما يتعلق بالرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترامب، والتهديدات التي تواجه استقلالية مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
ترقب الأسواق لبيانات جديدة من الفيدرالي الأميركي
تركز الأسواق حاليًا على صدور مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة يوم الجمعة، والذي يعتبر المقياس المفضل للاحتياطي الفيدرالي لقياس التضخم، كما يتوقع المستثمرون تصريحات من 12 مسؤولاً في الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع، بما في ذلك رئيس البنك جيروم باول، حيث يترقب الجميع مزيدًا من الإشارات حول توجهات السياسة النقدية.
في هذا السياق، أشار رئيس الفيدرالي الأميركي في أنتلانتا، رافائيل بوستيك، إلى عدم الحاجة لمزيد من خفض أسعار الفائدة هذا العام بسبب المخاوف المتعلقة بالتضخم، حيث صرح في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال بأن تلك المخاوف تجعله مترددًا في دعم أي خفض جديد في أكتوبر، على الرغم من التحولات في المخاطر الاقتصادية نحو القلق بشأن التوظيف.
بالتوازي مع ذلك، يتوقع العديد من المحللين أن أسعار الذهب قد تواصل ارتفاعها، حيث يتوقع المستثمرون خفضين إضافيين للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس لكل منهما في أكتوبر وديسمبر، مع احتمالات تبلغ 93% و81% على التوالي، مما يعزز من الزخم لصالح الذهب في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة.
التعليقات