تشهد أسعار الذهب في الوقت الحالي ارتفاعًا ملحوظًا حيث تقترب الأوقية من حاجز 3800 دولار وهو ما يمثل أعلى مستوياتها التاريخية، هذا الارتفاع يأتي في ظل تراجع الدولار وزيادة الطلب على المعدن الأصفر كملاذ آمن في ظل التوترات الجيوسياسية المتصاعدة، وقد سجل جرام الذهب عيار 21 في السوق المحلي 5100 جنيه، بينما الأوقية العالمية حققت قفزة ملحوظة بمقدار 42 دولارًا، مما يعكس الإقبال المتزايد من المستثمرين على الذهب، ومع استمرار هذه الديناميكية قد نشهد مزيدًا من الارتفاعات في الأسعار، مما يجعل الذهب خيارًا جذابًا للمستثمرين في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة.

ارتفاع أسعار الذهب في الأسواق المحلية والعالمية

شهدت أسعار الذهب في الأسواق المحلية والعالمية خلال تعاملات اليوم الثلاثاء ارتفاعًا ملحوظًا، حيث سجلت مستويات قياسية غير مسبوقة، ويعود ذلك إلى تراجع الدولار وزيادة الرهانات على اتباع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سياسة نقدية أكثر تيسيرًا، في ظل تفاقم التوترات الجيوسياسية عالميًا، وفقًا لتقرير صادر عن منصة بوابة مولانا لتداول الذهب والمجوهرات، حيث ارتفعت أسعار الذهب في السوق المحلي بنحو 50 جنيهًا مقارنة بختام تعاملات أمس، ليسجل جرام الذهب عيار 21 مستوى 5100 جنيه، بينما على الصعيد العالمي، صعدت الأوقية بنحو 42 دولارًا لتسجل 3785 دولارًا بعد أن لامست قمة تاريخية جديدة عند 3791 دولارًا.

العوامل المؤثرة في سوق الذهب

تتجه أنظار المستثمرين نحو صدور مؤشر مديري المشتريات الأمريكي الأولي وكلمة جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، والتي من المتوقع أن تعطي إشارات أوضح حول مسار أسعار الفائدة الأمريكية، حيث اخترق الذهب مستويات قياسية جديدة مدعومًا بتوقعات قوية بمزيد من الخفض في أسعار الفائدة والطلب المؤسسي المتزايد، وأظهر مؤشر CME FedWatch أن الأسواق تسعّر خفضين إضافيين للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس هذا العام، أحدهما في أكتوبر بنسبة احتمال 90%، والثاني في ديسمبر بنسبة 73%، هذه التوقعات، إلى جانب التوترات الجيوسياسية المتصاعدة بين روسيا والناتو، زادت من الطلب على الذهب كملاذ آمن.

التوجهات النقدية وتصريحات الفيدرالي

في الأسبوع الماضي، صرح رئيس الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، أن قرار خفض أسعار الفائدة كان خطوة لإدارة المخاطر، مشيرًا إلى عدم وجود ضرورة للتسرع في رفعها مرة أخرى رغم استمرار مخاطر التضخم، كما ظهر توجه أكثر وضوحًا داخل الفيدرالي مع تعيين المحافظ الجديد ستيفن ميران، الذي دعا إلى تيسير نقدي حاد، محذرًا من أن البنك المركزي يُخاطر بتشديد مفرط قد يضر بأسواق العمل، ورغم أن بعض مسؤولي الفيدرالي عارضوا هذا التوجه، فإن تصريحات ميران عززت التكهنات بمزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة، خاصة مع تباطؤ بيانات التضخم الأخيرة، مما أدى إلى تراجع الدولار من أعلى مستوى له في أكثر من أسبوع، وهو ما وفر دعمًا إضافيًا للذهب.

التوقعات المستقبلية للذهب

تشير المؤشرات إلى أن العوامل الأساسية الداعمة للذهب لا تزال قوية، بدءًا من توقعات خفض الفائدة وتراجع العوائد الحقيقية، وصولًا إلى الطلب العالمي المرتفع والمخاطر الجيوسياسية، ومن المتوقع أن أي إشارة من باول نحو التيسير النقدي أو بيانات اقتصادية ضعيفة ستدفع الذهب لموجة صعود جديدة، مع بقاء الأوقية قريبة من حاجز 3800 دولار، ويبدو أن الأسواق تستعد لمزيد من التقلبات في أسعار الذهب، مما يجعلها محط اهتمام المستثمرين في الفترة المقبلة.