وداعًا مفتي المملكة، لقد ترك الشيخ عبد العزيز آل الشيخ خلفه إرثًا عظيمًا للأمة الإسلامية، فقد كان رمزًا للعلم والدعوة، حيث أسهم في نشر الفقه والعقيدة من خلال مؤلفاته القيمة، وعُرف بخطبه المؤثرة في يوم عرفة، مما جعله شخصية محورية في حياة المسلمين، كما كان له دور بارز في توجيه الشباب وتعليمهم، وترك بصمة واضحة في هيئة كبار العلماء، حيث ساهم في اتخاذ القرارات الشرعية المهمة، وبتوجيهاته الحكيمة، ساعد الكثيرين في فهم الدين بشكل صحيح، مما يجعل رحيله خسارة كبيرة للأمة الإسلامية، وسيظل اسمه محفورًا في قلوب الملايين الذين تأثروا بعلمه وحكمته.
وفاة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ رمز ديني بارز
أعلن الديوان الملكي السعودي، اليوم الثلاثاء، عن وفاة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، المفتي العام للمملكة ورئيس هيئة كبار العلماء، عن عمر ناهز 82 عامًا، حيث أوضح البيان أنه ستقام صلاة الجنازة بعد صلاة العصر في جامع الإمام تركي بن عبد الله بمدينة الرياض، مما يثير تساؤلات حول حياة هذا العالم الجليل وأثره في المجتمع السعودي.
من هو الشيخ عبد العزيز آل الشيخ؟
وجه الملك سلمان بن عبد العزيز بإقامة صلاة الغائب على الفقيد في المسجد الحرام بمكة المكرمة، والمسجد النبوي بالمدينة المنورة، وجميع مساجد المملكة، ومع هذا الرحيل المفاجئ، نستعرض أبرز محطات حياة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، الذي يُعتبر أحد أبرز العلماء وخطباء عرفة في العصر الحديث. وُلد الشيخ في 30 نوفمبر 1943 بمكة المكرمة، حيث فقد والده في سن مبكرة، وحفظ القرآن الكريم على يد الشيخ محمد بن سنان، كما تتلمذ على يد كبار العلماء مثل الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ والشيخ عبد العزيز بن باز.
مسيرته العلمية والدعوية
التحق الشيخ عبد العزيز آل الشيخ بمعهد إمام الدعوة العلمي بالرياض، ثم بكلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وتخرج عام 1964، ليبدأ مسيرته العملية كمدرس، ثم أستاذًا مشاركًا بكلية الشريعة، حيث أشرف على رسائل الماجستير والدكتوراه. في عام 1987، تم تعيينه عضوًا في هيئة كبار العلماء، وتولى الإمامة والخطابة في عدة مساجد كبرى، مثل الجامع الكبير بالرياض ومسجد نمرة بعرفة.
المفتي العام للمملكة
في عام 1996، تم تعيين الشيخ عبد العزيز آل الشيخ نائبًا للمفتي العام بعد وفاة الشيخ ابن باز، وفي عام 1999، صدر أمر ملكي بتعيينه مفتيًا عامًا للمملكة ورئيسًا لهيئة كبار العلماء، حيث كان معروفًا بحضوره المؤثر في الدروس والندوات والمحاضرات، بالإضافة إلى برامجه الدينية عبر الإذاعة والتلفزيون. ترك الشيخ إرثًا علميًا ضخمًا شمل مؤلفات في العقيدة والفقه والفتاوى، مثل “كتاب الله عز وجل ومكانته العظيمة” و”حقيقة شهادة أن محمدًا رسول الله”.
خطيب عرفة الأشهر
منذ أن ارتقى منبر مسجد نمرة بعرفة عام 1982 وحتى آخر خطبة له عام 2015، ارتبط اسم الشيخ عبد العزيز آل الشيخ بمناسك الحج الكبرى، حيث استمر أكثر من 33 عامًا خطيبًا لعرفة، ليُصبح أطول خطيب وقوفًا بعرفة في التاريخ الحديث، وظل صوته حاضرًا في ذاكرة ملايين الحجاج عامًا بعد عام، مما جعله رمزًا دينيًا بارزًا في يوم عرفة.
للمزيد من المعلومات حول الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، يمكنكم زيارة بوابة مولانا.
التعليقات