تواجه عملات الأسواق الناشئة تحديات كبيرة أمام الدولار الأمريكي في ظل استمرار الفائدة عند مستويات مرتفعة مما يزيد من الضغوط الاقتصادية على هذه الدول حيث تراجعت العديد من العملات بشكل ملحوظ خلال الأيام الماضية وهذا يعكس المخاوف من تأثير السياسة النقدية المتشددة على النمو الاقتصادي العالمي كما أن ارتفاع الدولار يزيد من تكلفة خدمة الديون الخارجية المقومة بالعملة الأمريكية مما يضعف من قدرة هذه الاقتصادات على مواجهة التحديات المالية وتجد البنوك المركزية نفسها مضطرة لرفع الفائدة المحلية لمواجهة تراجع عملاتها في ظل هذه الظروف الصعبة التي تتطلب استراتيجيات فعالة للتعامل مع التقلبات الحالية في الأسواق العالمية.

تراجع العملات الناشئة أمام الدولار الأمريكي

شهدت الأسواق المالية تراجعاً ملحوظاً في أغلب عملات الأسواق الناشئة مقابل الدولار الأمريكي خلال تعاملات اليوم، حيث سادت توقعات بين المستثمرين باستمرار السياسة النقدية المتشددة، مع الإبقاء على أسعار الفائدة الأمريكية عند مستويات مرتفعة، خاصة بعد الإشارات المتباينة من مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي حول مسار أسعار الفائدة، مما زاد من حالة القلق في الأسواق.

أداء المؤشرات المالية

انخفض مؤشر “MSCI”، الذي يقيس أداء سلة من عملات الأسواق الناشئة أمام الدولار، بنسبة 0.3% خلال تعاملات اليوم في الأسواق العالمية، بينما ارتفع مؤشر “بلومبرغ” للدولار بنسبة 0.5%، مما يعكس قوة الدولار في ظل الظروف الحالية، ويعكس أيضاً مدى تأثير السياسة النقدية على أداء العملات الأخرى.

تأثير ارتفاع الدولار على الاقتصادات الناشئة

أوضح خبراء في تقرير لوكالة “ماركت ووتش” العالمية، أن ارتفاع الدولار جاء نتيجة لتزايد التكهنات بالإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول من المتوقع، بالإضافة إلى المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، مما دفع المستثمرين لزيادة حيازاتهم من الأصول المقومة بالدولار، ويؤدي ذلك إلى ضغوط متزايدة على الاقتصادات الناشئة، مثل ارتفاع تكلفة خدمة الديون الخارجية المقومة بالعملة الأمريكية، وزيادة تكاليف الاستيراد، مما يفاقم من التضخم، وهذا ما يدفع البنوك المركزية في هذه الدول إلى رفع الفائدة المحلية لمواجهة تراجع عملاتها.