شهدت أسواق الذهب خلال الأيام الماضية تفاعلات ملحوظة نتيجة لعدة عوامل اقتصادية وسياسية حيث استفاد المعدن الأصفر من رهانات خفض الفائدة الأمريكية مما زاد من جاذبيته كملاذ آمن في ظل تصاعد المخاطر الجيوسياسية العالمية فمع تزايد التوترات بين القوى الكبرى وارتفاع الطلب على الذهب، شهدت الأسعار ارتفاعًا ملحوظًا في السوق المحلي والعالمي حيث سجل جرام الذهب عيار 21 مستويات جديدة مما يعكس قلق المستثمرين من عدم استقرار الأوضاع الاقتصادية والسياسية كما أن التوجه نحو خفض الفائدة يعزز من فرص الذهب في تحقيق مكاسب إضافية في الفترة المقبلة مما يجعل الأنظار تتجه نحو تطورات السوق العالمية وتأثيرها على الأسعار المستقبلية للذهب.
ارتفاع ملحوظ في أسعار الذهب
شهدت أسعار الذهب في الأسواق المحلية اليوم الخميس زيادة ملحوظة، حيث ارتفعت بنحو 30 جنيهًا مقارنة بختام تعاملات أمس، ليصل جرام الذهب عيار 21 إلى 5060 جنيهًا، بينما على الصعيد العالمي، سجلت الأوقية ارتفاعًا بحوالي 16 دولارًا، لتصل إلى 3752 دولارًا، وذلك وفقًا لتقرير صادر عن منصة بوابة مولانا لتداول الذهب والمجوهرات.
وفي تفاصيل الأسعار، سجل جرام الذهب عيار 24 حوالي 5783 جنيهًا، بينما بلغ سعر جرام الذهب عيار 18 نحو 4337 جنيهًا، وجاء جرام الذهب عيار 14 عند 3374 جنيهًا، واستقر سعر الجنيه الذهب عند 40480 جنيهًا. تجدر الإشارة إلى أن أسعار الذهب كانت قد تراجعت في تعاملات الأمس بنحو 30 جنيهًا، حيث افتتح جرام الذهب عيار 21 التعاملات عند 5070 جنيهًا واختتمها عند 5030 جنيهًا، مما يعكس تقلبات السوق المستمرة.
العوامل المؤثرة على السوق
يُظهر الخبراء أن موقف الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الحذر يلعب دورًا مهمًا في تثبيت قوة الدولار، مما يحد من إمكانية ارتفاع أسعار الذهب إلى مستويات قياسية جديدة، والأسواق تترقب غدًا بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى خطابات مسؤولي الفيدرالي، لتحديد ملامح السياسة النقدية المقبلة.
وفي هذا السياق، أكد رئيس الفيدرالي، جيروم باول، أن قرارات الفائدة ستظل مرتبطة بالبيانات الاقتصادية، محذرًا من أن التيسير المفرط قد يعرقل تحقيق هدف التضخم، ومع ذلك، يتوقع المتعاملون في السوق أن يُقدم البنك المركزي الأمريكي على خفض جديد للفائدة في أكتوبر وديسمبر بعد أن خفّضها بالفعل بمقدار 25 نقطة أساس في مطلع الشهر الجاري.
التوترات الجيوسياسية وتأثيرها على الذهب
تُعتبر التطورات السياسية أيضًا عاملًا مهمًا في دعم أسعار الذهب، حيث صعّد الرئيس الأمريكي من لهجته ضد روسيا، داعيًا دول الناتو إلى اتخاذ إجراءات صارمة إذا اخترقت الطائرات الروسية مجالها الجوي، مما زاد من حدة التوترات. وفي الوقت نفسه، زادت التوترات في الشرق الأوسط مع إعلان الحوثيين مسؤوليتهم عن هجوم بطائرة مسيّرة على مدينة إيلات الإسرائيلية، مما جعل المخاطر الجيوسياسية في الواجهة وزاد من جاذبية الذهب كملاذ آمن.
علاوة على ذلك، يواجه الاقتصاد الأمريكي مخاطر سياسية داخلية، حيث يزداد القلق من احتمال إغلاق حكومي مطلع أكتوبر إذا فشل الكونجرس في تمرير قانون إنفاق جديد، مما يعزز الإقبال على الذهب كأصل آمن. في سياق متصل، تترقب الأسواق اليوم صدور مطالبات البطالة الأسبوعية الأولية، بالإضافة إلى التقدير الثاني للناتج المحلي الإجمالي السنوي الأمريكي للربع الثاني، وطلبيات السلع المعمرة، قبل صدور مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي يوم الجمعة.
التعليقات