اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية في الجزيرة العربية شمال السعودية يمثل حدثًا تاريخيًا مثيرًا حيث يعود تاريخ هذه المستوطنة إلى العصر الحجري الحديث ويعكس عمق التراث الثقافي والحضاري في المنطقة فقد كشفت التنقيبات عن معالم معمارية مدهشة تشمل مباني سكنية ومخازن تعكس طبيعة الحياة التي عاشها البشر في ذلك الوقت كما تم العثور على أدوات حجرية متنوعة تعبر عن مهاراتهم في الصيد والزراعة مما يدل على حياة منظمة ونشاط إنتاجي متنوع يعكس بداية الاستقرار البشري في الجزيرة العربية ويعزز فهمنا لتاريخ البشرية في هذه المنطقة الغنية بالثقافات والتاريخ.

اكتشاف أثري مذهل في شمال غرب تبوك

أعلنت هيئة التراث السعودية بالتعاون مع جامعة كانازاوا اليابانية ومشروع نيوم عن اكتشاف أثري فريد في موقع مصيون شمال غرب تبوك، حيث يمثل هذا الاكتشاف أقدم مستوطنة بشرية معمارية معروفة في الجزيرة العربية، ويعود تاريخها إلى العصر الحجري الحديث، ما بين 10,300 إلى 11,000 عام، مما يسلط الضوء على تاريخ طويل ومعقد للحياة البشرية في هذه المنطقة.

معالم معمارية وأدوات أثرية متنوعة

كشفت عمليات التنقيب عن وحدات معمارية شبه دائرية مشيدة بأحجار جرانيتية محلية، تضمنت مباني سكنية ومخازن وممرات ومواقد للنار، مما يعكس نمط حياة يعكس التوازن بين الصيد وزراعة الحبوب، بالإضافة إلى اكتشاف مجموعة كبيرة من الأدوات الحجرية مثل رؤوس السهام والسكاكين والمطاحن، وأدوات زينة مصنوعة من الأمازونيت والكوارترز والأصداف، مما يدل على مهارات متقدمة في الصناعة والتجارة.

دلائل على حياة منظمة ونشاط إنتاجي

أظهرت المكتشفات وجود مواد خام ومطاحن حجرية وقطع مزخرفة بخطوط هندسية، إلى جانب بقايا بشرية وحيوانية نادرة ساعدت في عملية التأريخ، وتؤكد هذه الأدلة على بدايات الاستقرار البشري في المنطقة، ونشاط إنتاجي متنوع يعكس حياة منظمة ومجتمعًا ناشئًا، مما يعزز فهمنا لتاريخ المنطقة ويظهر كيف تطورت المجتمعات في تلك الفترة.

أهمية الاكتشافات الأثرية

نُشرت نتائج هذا الكشف في مجلة Asian Journal of Paleopathology، ليُعد من أهم الاكتشافات الأثرية التي تسهم في إعادة رسم ملامح الحياة المبكرة في الجزيرة العربية، وتؤكد عمق الإرث الحضاري والإنساني للمملكة، مما يجعل هذا الاكتشاف نقطة تحول في فهم تاريخ المنطقة الثقافي.


إذا أعجبك المقال، لا تتردد في مشاركته مع أصدقائك.