شهدت الفضة صعودًا قياسيًا حيث تجاوزت أسعارها 45 دولارًا للأوقية للمرة الأولى منذ 14 عامًا مما يعكس زيادة ملحوظة في الطلب على هذا المعدن الثمين الذي يعتبر ملاذًا آمنًا للمستثمرين في ظل الظروف الاقتصادية المتقلبة وارتفاع المخاوف بشأن مسار الاقتصاد الأمريكي وقد ساهم ضعف الدولار الأمريكي وزيادة شراء الفضة من قبل البنوك المركزية في تعزيز هذا الاتجاه الإيجابي الذي يرفع مكاسب الفضة بأكثر من 55% منذ بداية العام مما يجعلها تتفوق على الذهب في بعض الفترات وهذا ما يعكس اهتمام المستثمرين الكبير بالاستثمار في المعادن الثمينة كوسيلة للتحوط ضد التقلبات في الأسواق المالية.

أسعار الفضة تتجاوز 45 دولارًا للأوقية

شهدت أسعار الفضة ارتفاعًا ملحوظًا، حيث تجاوزت حاجز 45 دولارًا للأوقية بنهاية تعاملات بورصة نيويورك التجارية، لتسجل أعلى مستوياتها منذ عام 2011، يأتي هذا الارتفاع مدعومًا بزيادة مشاعر التحوط والحذر في أسواق الأوراق المالية، وسط مخاوف من مسار الاقتصاد الأمريكي، مما دفع المستثمرين إلى البحث عن أصول الملاذات الآمنة، وأوضحت وكالة “بلومبيرج” أن مكاسب الفضة منذ بداية العام الجاري قد تجاوزت 55%، متفوقة على المعدن الأصفر، الذي حقق ارتفاعات قياسية عدة خلال نفس الفترة.

العوامل المحفزة وراء الانتعاش

تتعدد العوامل التي ساهمت في انتعاش أسعار الفضة، حيث يأتي ضعف الدولار الأمريكي في مقدمتها، بالإضافة إلى عمليات الشراء الكثيف للمعدن من قبل البنوك المركزية، إلى جانب المخاطر الجيوسياسية التي تزيد من حالة عدم اليقين في الأسواق، كما أشار المحللون إلى أن الارتفاع الكبير في الطلب على صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب خلال الشهر الجاري يعكس زيادة الإقبال من جانب المستثمرين على أصول الملاذات الآمنة، وقد قفزت التدفقات داخل صناديق الاستثمار العالمية المتداولة في الذهب إلى مستوى قياسي بلغ 10.5 مليار دولار في سبتمبر، فيما تجاوزت التدفقات السنوية 50 مليار دولار منذ بداية العام.

توقعات السوق وتأثيرها على الفائدة

في الأسابيع الأخيرة، شهدت المعادن الثمينة تحفيزات ملحوظة نتيجة توقعات الأسواق بأن يقوم مجلس الاحتياطي الفيدرالي ببدء دورة خفض أسعار الفائدة الرئيسية، ومنذ قيامه بأول تخفيض بمقدار 25 نقطة أساس، تعرضت أسواق الأسهم الأمريكية لضغوط متزايدة، ويشير المحللون إلى أن بيانات الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول من العام الجاري قد تؤثر على مسار سياسة الاحتياطي الفيدرالي، مع ترجيحات بأن التحسن الاقتصادي قد يقلل من توقعات المزيد من التخفيضات في الفائدة، وفي ضوء تلك المعطيات، يترقب المتداولون مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأمريكي، الذي يعد المؤشر المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي لقياس التضخم الأساسي، وسط توقعات بنموه بوتيرة أبطأ، مما قد يعزز من فرص إجراء تخفيضات إضافية على الفائدة.