سهم بريميم هيلثكير جروب شهد تحولًا دراماتيكيًا من حلم كبير إلى انهيار مفاجئ حيث تهاوى سعر السهم إلى 9 قروش بعد فضائح الإفصاح المثيرة للقلق التي أثارت جدلًا واسعًا في السوق المصري فقد كانت الشركة قد بدأت مسيرتها في البورصة بحماس كبير وتوقعات عالية بفضل استحواذاتها المتعددة وخططها الطموحة ولكن بعد فضيحة الإفصاح عن معلومات مضللة حول مقرها الرئيسي والشيكات المشبوهة، أصبح المستثمرون في حالة من الذهول والقلق حيال مستقبل استثماراتهم مما أدى إلى تراجع الثقة في السهم وفي الشركة بشكل عام هذه الأحداث تطرح تساؤلات عديدة حول كيفية استعادة الشركة لمصداقيتها في السوق وكيف ستتعامل مع التحديات المقبلة في ظل هذه الظروف الصعبة.

تراجع سهم بريميم هيلثكير جروب: من الازدهار إلى الانهيار المفاجئ

دخل سهم بريميم هيلثكير جروب البورصة المصرية في فبراير 2024 بحماس كبير وتوقعات إيجابية، حيث كان يُعتقد أن الشركة ستصبح من اللاعبين الرئيسيين في قطاع الرعاية الصحية، وذلك بعد إعلان الإدارة عن خطط استحواذ على العديد من الشركات الكبرى، مما ساهم في ارتفاع السهم تدريجيًا وزيادة آمال المستثمرين في تحقيق نمو قوي ومستدام، لكن ما حدث بعد ذلك كان مفاجئًا، حيث انخفض السهم فجأة ليصل إلى 9 قروش فقط، مما أثار تساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء هذا التراجع الكبير.

البداية القوية وخطط التوسع

بدأت بريميم هيلثكير جروب، التي تأسست تحت اسم سيتي لاب للتحاليل الطبية، مسيرتها في البورصة المصرية بتوقعات كبيرة من قبل المستثمرين، حيث قامت الشركة في غضون شهر واحد من قيدها بزيادة رأس مالها من 64 مليون جنيه إلى 81.48 مليون جنيه، عبر إصدار 174.84 مليون سهم مجاني، وفي نفس الشهر تلقت الشركة عرض شراء من شركة قمة المشرق الطبية السعودية، مما زاد من التفاؤل حول مستقبل الشركة.

توالت خطوات التوسع بسرعة، حيث وقعت الشركة في مارس 2024 مذكرة تفاهم للاستحواذ على كايرو كلينيكال لاب بقيمة 55 مليون جنيه، وفي أبريل وافقت الجمعية العامة على زيادة رأس المال وتوزيع أسهم مجانية، وفي مايو تم توقيع اتفاق مع قمة المشرق لشراء أسهم بقيمة 250 مليون جنيه من مؤسسي الشركة، ومع مرور الوقت، بدأت الشركة في دراسة استحواذات جديدة، مما زاد من آمال المستثمرين.

أزمة الثقة والتعليق على التداول

مع بداية عام 2025، كانت الشركة على أعتاب خطوة استراتيجية هامة بالانتقال إلى السوق الرئيسي، وهو ما اعتُبر نقلة نوعية في تاريخها، لكن هذه الخطوة قوبلت بالعديد من الاستفسارات والاعتراضات من الهيئة العامة للرقابة المالية، التي كانت قد رفضت التقرير الأولي لإفصاح الشركة بشأن زيادة رأس المال، وفي 22 سبتمبر 2025، قامت الهيئة بتعليق التداول على سهم بريميم هيلثكير جروب بعد تقرير رقابي كشف عن مشاكل جوهرية في الإفصاح، حيث تبين أن الشركة لا تملك المقر الرئيسي الذي أفصحت عنه، مما أثار تساؤلات حول مصداقية المعلومات المقدمة للمستثمرين.

استجابةً لهذه المخالفات، كلفت الهيئة حسن بسيوني البشه من مكتب بيكر تيلي لفحص حركة النقدية واستخداماتها، بما في ذلك التدفقات النقدية الناتجة عن زيادة رأس المال، والشيكات، وأي حسابات ذات صلة، تأتي هذه التحقيقات في وقت حساس بالنسبة للشركة، التي كانت تأمل في استعادة ثقة المستثمرين بعد سلسلة من التوسعات التي بدت واعدة في البداية.