ارتفعت أسعار الذهب بشكل ملحوظ خلال الأسبوع الماضي، حيث سجلت زيادة تقارب 3% بدعم من بيانات التضخم الأمريكية التي أظهرت استقراراً ملحوظاً، وهو ما ساهم في تعزيز ثقة المستثمرين في المعدن الأصفر كملاذ آمن في ظل الأوضاع الاقتصادية المتقلبة، كما أن المخاوف المتعلقة بالرسوم الجمركية الجديدة التي أعلنت عنها واشنطن زادت من الطلب على الذهب، مما دفع الأسعار إلى تحقيق مكاسب قوية، ويعتبر الذهب من الأصول التي تحافظ على قيمتها في أوقات الأزمات، وهذا ما جعل المستثمرين يتجهون إليه بشكل متزايد، خاصة مع تراجع مؤشر الدولار الأمريكي، مما ساهم في تعزيز جاذبية الذهب كاستثمار آمن في ظل الظروف الاقتصادية الحالية.

ارتفاع أسعار الذهب وسط مخاوف عالمية

اختتمت أسعار الذهب تعاملات الأسبوع الماضي بارتفاع ملحوظ، حيث حققت مكاسب أسبوعية تقارب 3%، وذلك نتيجة تصاعد المخاوف العالمية بعد إعلان واشنطن عن رسوم جمركية جديدة، بالإضافة إلى بيانات أمريكية حديثة أظهرت استقرار التضخم الأساسي خلال أغسطس، مما يشير إلى أن البنك المركزي الأمريكي قد يستمر في خفض أسعار الفائدة في الفترة المقبلة.

تطورات سوق الذهب وتراجع الدولار

صعدت عقود الذهب الآجلة لتغلق تداولات الأسبوع عند 3,792.87 دولار للأوقية، بزيادة 0.58%، بينما ارتفع الذهب الفوري إلى 3,763.29 دولار للأوقية، مع زيادة قدرها 0.37%، لينهي المعدن الأصفر الأسبوع بمكاسب تقارب 3%، وفقًا لبيانات منصة (ماركت ووتش) وأيضًا تراجع مؤشر الدولار الأمريكي إلى 98.15 نقطة، منخفضًا 0.41% أمام سلة من العملات الرئيسية مثل اليورو والجنيه الإسترليني.

تأثير التضخم والرسوم الجمركية على أسعار الذهب

عززت قراءة مقياس التضخم المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي أسعار المعدن الأصفر، حيث جاءت متماشية مع التوقعات، مما رفع احتمالية مواصلة البنك المركزي الأمريكي تيسير تكاليف الاقتراض، وأظهرت البيانات استقرار التضخم الأساسي السنوي لأسعار نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) عند 2.9% في أغسطس، مقارنة بتوقعات بارتفاعه إلى 3%، وهو ما ساهم في تهدئة المخاوف من استمرار ارتفاع التضخم في أكبر اقتصاد عالمي، كما تلقى الذهب دعمًا من إعلان الرئيس الأمريكي عن حزمة رسوم جمركية جديدة، أبرزها فرض رسم 100% على جميع واردات الأدوية، مما أثار مخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد العالمي ودفع المستثمرين نحو الملاذات الآمنة.

تحليل أداء الذهب والاقتصاد الأمريكي

رغم هذه العوامل الداعمة، واجه الذهب ضغوطًا خلال الأسبوع مع تنامي الشكوك حول مسار أسعار الفائدة وتعافي الدولار في بعض الجلسات، وأظهرت بيانات الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني نمو الاقتصاد الأمريكي بوتيرة أسرع من التوقعات، بينما تحسنت طلبات إعانة البطالة الأسبوعية، في وقت أطلق فيه مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي تصريحات حذرة حول مخاطر التضخم المستمر وضعف سوق العمل، وأشار محللو بنك ING إلى أن الذهب حقق منذ مطلع 2025 مكاسب تقترب من 43%، بدعم من ضعف الدولار ومشتريات البنوك المركزية وتدفقات صناديق المؤشرات المتداولة (ETF)، والتوترات الجيوسياسية.

توجهات المعادن النفيسة والأسواق العالمية

ارتفعت حيازات صناديق الذهب المتداولة بأكثر من 12.8 مليون أوقية هذا العام لتصل إلى 96.2 مليون أوقية، وهو أعلى مستوى منذ أكتوبر 2022، وعلى صعيد المعادن النفيسة، ارتفع البلاتين الفوري 1.3% إلى 1,549.95 دولارً للأوقية، وزادت الفضة الفورية 0.5% إلى 45.36 دولار للأوقية، أما في المعادن الصناعية، فتراجعت عقود النحاس القياسية في بورصة لندن للمعادن 0.5% إلى 10,207.70 دولار للطن، بينما هبطت عقود النحاس في كومكس 0.3% إلى 4.7438 دولار للرطل.