في أول يوم إلزامي لاستخدام برنامج “حضوري” في المدارس، شهد المعلمون تعطلًا مفاجئًا لهذا النظام مما أثار جدلاً واسعًا بين المعلمين والمهتمين بالتعليم حيث كان من المتوقع أن يسهل هذا البرنامج عملية تسجيل الحضور والانصراف بشكل دقيق وفعال، ولكن الأعطال التقنية أجبرت المعلمين على العودة إلى الأساليب التقليدية التي تم التخلي عنها، وقد عبر العديد منهم عن قلقهم من تأثير هذا التعطل على سير العملية التعليمية، حيث اعتبروا أن الاعتماد على التكنولوجيا دون وجود خطة طوارئ قد يضعهم تحت ضغط نفسي ويعيدهم إلى عصور الرقابة الصارمة، في حين دعا بعض التربويين إلى ضرورة التركيز على تطوير مهارات المعلمين بدلاً من الانشغال بتوثيق الحضور فقط، مما يفتح المجال لمناقشات أعمق حول كيفية تحسين بيئة التعليم بشكل عام.

شارك المقال إذا أعجبك.

تعطل برنامج “حضوري” في المدارس

شهدت مدارس التعليم العام اليوم الأحد تعطلًا في برنامج “حضوري”، المخصص لإثبات حضور وانصراف المعلمين، وذلك في أول أيام إلزام استخدامه رسميًا في جميع المدارس، حيث أوقفت وزارة التعليم الاعتماد على الدفاتر الورقية أو أي وسائل بديلة، مما أثار تساؤلات حول فعالية النظام الجديد وقدرته على تلبية احتياجات المعلمين والطلاب.

انتقادات تربوية للنظام الجديد

أعرب الكاتب التربوي عبدالحميد بن جابر الحمادي عن قلقه من تأثير هذا النظام على جودة التعليم، حيث أكد أن الأداء التعليمي لا يُقاس بعدد ساعات الدوام فقط، بل بمدى الإتقان والابتكار في المهارات والبرامج التربوية، وشدد على أن “سبع ساعات حضور ليست مؤشرًا على جودة التعليم، بل مجرد إثبات وقتي”، مما يستدعي إعادة التفكير في كيفية تقييم المعلمين.

مخاوف المعلمين والانعكاسات المحتملة

أعرب عدد من المعلمين عن مخاوفهم من الانعكاسات السلبية للنظام الجديد، حيث أشاروا إلى أن الأعطال التقنية قد تضعهم تحت ضغط نفسي، مما يعيدهم إلى “حقبة الرقابة والتفتيش”، وحذر الحمادي من أن تجاهل الجوانب النفسية والاجتماعية للمعلمين قد يؤثر سلبًا على المبادرات التربوية ويحد من المشاركة في البرامج التدريبية المسائية، مما يتطلب ضرورة التركيز على دعم المعلمين نفسيًا واجتماعيًا.

دعوة لتركيز أكبر على تطوير المعلم

أوضح الحمادي أن تطوير التعليم الحقيقي يبدأ من تعزيز مهارات المعلم وتحويل الحصة الدراسية إلى تجربة ممتعة ومؤثرة للطلاب، بدلاً من حصر التقييم في إثبات الحضور والانصراف، مما يستدعي التفكير في آليات جديدة تدعم المعلمين وتساعدهم على تقديم أفضل ما لديهم للطلاب.