شهدت أسواق الفضة المحلية ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 9% خلال الأسبوع الماضي مما يعكس الطلب المتزايد على هذه المعدن الثمين كملاذ آمن للمستثمرين في ظل الظروف الاقتصادية العالمية المتقلبة حيث ارتفع سعر جرام الفضة عيار 800 إلى 60 جنيهًا بعد أن كان 55 جنيهًا مما يعكس تفاعل السوق مع الأوضاع الاقتصادية الحالية بينما أغلقت الأوقية في البورصة العالمية عند 46 دولارًا محققة أعلى مستوى لها منذ عام 2011 ويعود هذا الارتفاع إلى تراجع الدولار الأمريكي وزيادة الطلب الصناعي على الفضة في العديد من القطاعات مثل الطاقة المتجددة والإلكترونيات مما يجعل الفضة خيارًا جذابًا للمستثمرين الباحثين عن استثمارات آمنة في أوقات عدم اليقين الاقتصادي.

ارتفاع أسعار الفضة: تحليل شامل

أظهر تقرير حديث من مركز «الملاذ الآمن» للأبحاث أن أسعار الفضة شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في الأسواق المحلية بنسبة 9% خلال الأسبوع الماضي، بينما ارتفعت الأوقية في البورصة العالمية بنسبة 7%، لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ أغسطس 2011، ويعزى هذا الارتفاع إلى تراجع الدولار الأمريكي وزيادة الطلب الصناعي، فضلًا عن التوقعات المتزايدة بشأن توجه الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي نحو تيسير السياسة النقدية في الفترة المقبلة، على المستوى المحلي، سجل سعر جرام الفضة عيار 800 زيادة بنحو 5 جنيهات، حيث افتتح التعاملات عند 55 جنيهًا، واختتم عند 60 جنيهًا، بينما سجل جرام الفضة عيار 999 نحو 75 جنيهًا، وعيار 925 حوالي 70 جنيهًا، فيما استقر سعر جنيه الفضة (عيار 925) عند 560 جنيهًا.

مكاسب الفضة منذ بداية العام

تشير البيانات إلى أن أسعار الفضة محليًا حققت مكاسب تصل إلى 46.3% منذ بداية العام، أي ما يعادل 19 جنيهًا للجرام، إذ ارتفع السعر من 41 جنيهًا إلى 60 جنيهًا، أما على المستوى العالمي، فقد قفزت الأسعار من 29 دولارًا إلى 46 دولارًا للأوقية، بزيادة تقدر بـ 17 دولارًا تعادل 59%، مما يجعل الفضة واحدة من أفضل الأصول أداءً بين المعادن النفيسة في عام 2025، ومن الجدير بالذكر أن تضاعف أسعار الفضة خلال أربع سنوات يُعتبر حدثًا نادرًا، حيث تكرر فقط ست مرات منذ عام 1973، وغالبًا ما يكون هذا الأداء علامة على بداية اتجاه صعودي طويل الأجل.

العوامل الحالية لصعود الفضة

يبدو أن هناك عدة عوامل تساهم في ارتفاع أسعار الفضة، من بينها التحوط من التضخم، حيث يظل التضخم مرتفعًا رغم رفع الفائدة، مما يجعل الفضة أداة فعالة للحفاظ على القوة الشرائية، كما أن الطلب الصناعي القوي يساهم في زيادة الإقبال على الفضة، خصوصًا في مجالات الألواح الشمسية والسيارات الكهربائية، كما أن المخاطر الجيوسياسية والاقتصادية تعزز الثقة في المعادن كملاذات آمنة، بالإضافة إلى تأثير الذهب، حيث تجاوز سعر الذهب 3700 دولار للأوقية، مما يمهد الطريق لصعود الفضة، التي تاريخيًا تسير في اتجاه الذهب لكن بتقلبات أعلى.

هل تكسر الفضة حاجز 50 دولارًا؟

يرى التقرير أن اختراق مستوى 50 دولارًا سيكون بمثابة إشارة رمزية تؤكد تحول المستثمرين نحو الأصول الملموسة، حيث يُظهر التاريخ أن تحركات الفضة عادةً ما تكون سريعة وحادة، ففي موجة 1979-1980، قفزت أسعار الفضة من 30 إلى 40 دولارًا خلال ثلاثة أسابيع، ومن ثم إلى 49.45 دولارًا في أقل من أسبوعين، أي زيادة بنسبة 24% في فترة قصيرة، ولذلك إذا تمكنت الفضة من كسر حاجز 50 دولارًا، فمن المرجح أن يكون الارتفاع سريعًا ومؤقتًا قبل التصحيح.

السيناريوهات المستقبلية

يتوقع مركز «الملاذ الآمن» أن تواصل العوامل الاقتصادية والجيوسياسية دفع أسعار الفضة للصعود خلال الفترة المقبلة، حيث من المتوقع أن يتجاوز السعر مستوى 50 دولارًا للأوقية بحلول عام 2026، مما قد يدفع شركات الطاقة الشمسية إلى تقليص استخدام الفضة في منتجاتها لاحتواء التكاليف، وبالرغم من تقلبات الأسعار، يبقى الطلب الصناعي أحد العوامل المحورية في تحديد اتجاه السوق، مما يجعل الفضة واحدة من الرهانات الجذابة في عالم الاستثمار.