لطالما كانت الكائنات الفضائية موضوع جدل واسع في السينما، حيث حاول علماء يحسمون جدل شكل الكائنات الفضائية في السينما من خلال تحليل تصميماتها وعلاقتها بالواقع، فالأفلام مثل Alien قدمت لنا مخلوقات غامضة مثل Xenomorphs التي تجمع بين الرعب والإثارة، وقد أثار هذا التصميم تساؤلات حول إمكانية وجود كائنات مشابهة في الفضاء، فبينما يرى بعض العلماء أن سمات هذه المخلوقات قد تكون مقبولة في بيئات قاسية، إلا أن بنيتها الجسدية المعقدة تجعلها بعيدة عن الواقع البيولوجي، فدورة حياتها الغريبة والتي تبدأ من مرحلة الطفيلي تثير المزيد من الاستغراب، مما يعكس هواجس البشر تجاه المجهول، وهذا ما يجعلنا نحب هذه الكائنات رغم عدم وجودها في الحقيقة، فهي تمثل جزءًا من مخاوفنا الثقافية والجماعية، وهذا هو سحرها الحقيقي الذي يجذبنا إلى عالم الخيال العلمي.
لطالما أثارت سلسلة أفلام Alien فضول الملايين حول العالم، ليس فقط بسبب رعبها وإثارتها، بل بسبب تصميم مخلوقاتها الغامضة المعروفة باسم Xenomorphs، هذه الكائنات التي تتحرك بين الظلال وتجمع بين الوحشية والذكاء البدائي، باتت أيقونة سينمائية ألهمت جيلاً كاملاً من المخرجين وعشاق الخيال العلمي، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل يمكن أن تكون هذه الكائنات واقعية حقًا، أم أنها محض فانتازيا بشرية؟
دراسة علمية حول Xenomorphs
في دراسة جديدة نشرها مجموعة من الخبراء في علم الأحياء والفضاء، تمت محاولة الإجابة عن هذا السؤال المثير، حيث لم يكن الهدف كسر سحر السينما، بل اختبار مدى انسجام هذه المخلوقات مع قوانين الحياة كما نفهمها على الأرض، ومع المبادئ الأساسية للتطور والبيولوجيا الكونية، وقد أشار العلماء إلى أن بعض سمات الـXenomorphs، مثل قدرتها على التكيّف السريع مع البيئات المعادية، قد تبدو مقبولة نظريًا إذا افترضنا وجود كوكب قاسي الظروف، لكن بنيتها الجسدية المبالغ فيها، من الهيكل العظمي الخارجي شديد الصلابة إلى القوة الجسدية الخارقة، تجعلها أقرب إلى وحش أسطوري منها إلى كائن طبيعي تطوّر عبر ملايين السنين.
الغرابة في دورة حياة Xenomorphs
الأمر الأكثر غرابة، بحسب الخبراء، هو دورة حياتها التي تبدأ من مرحلة الطفيلي المزروع في جسد الكائن المضيف قبل أن ينفجر إلى الحياة، ورغم ما فيها من تشويق بصري، إلا أن هذه العملية تكاد تكون مستحيلة بيولوجيًا، إذ لا توجد آليات تطورية معروفة تسمح لمثل هذا النمط بالتطور والبقاء، وبالتالي، لماذا نحب هذه الكائنات إذن؟
جاذبية الكائنات الغريبة
الجواب يكمن في الخيال البشري نفسه، حيث لم يسع المخرج ريدلي سكوت ومن بعده جيل من المبدعين إلى محاكاة قوانين الطبيعة بقدر ما سعوا إلى لمس أوتار الخوف الكامنة في داخلنا، إن فكرة الكائن الذي يختبئ في الظلام، يتغذى على أجسادنا، ويحوّلنا إلى حاضنة لنسله، تضرب في العمق أكثر المخاوف بدائيةً لدى الإنسان، مثل الخوف من المجهول، ومن فقدان السيطرة على الجسد والعالم، وعلى الرغم من أن العلماء يتفقون على أن كائنات Alien ليست واقعية، إلا أنها تمثل صورة مكثفة من هواجسنا الجمعية، أكثر مما تمثل احتمالًا بيولوجيًا قائمًا في المجرات البعيدة، وربما هنا تكمن جاذبيتها.
التعليقات