في ظل التقلبات الاقتصادية، شهدت معظم الأسواق العالمية ارتفاعات ملحوظة تزامناً مع البيانات الجديدة حول التضخم التي صدرت مؤخراً من الولايات المتحدة حيث كان لتلك الأرقام تأثير كبير على معنويات المستثمرين مما دفعهم نحو التفاؤل وزيادة المشتريات في مختلف القطاعات المالية وهذا بدوره ساهم في تعزيز أداء الأسهم في وول ستريت ورفع المؤشرات الرئيسية إلى مستويات قياسية جديدة مما يعكس تفاعلاً إيجابياً مع التوجهات الاقتصادية الحالية ويعزز من فرص النمو المستدام في الأسواق المالية العالمية.
ارتفاع الأسواق العالمية وتأثير البيانات الاقتصادية
شهدت الأسواق العالمية ارتفاعًا ملحوظًا اليوم الإثنين، حيث سجل الذهب مستويات قياسية جديدة بعد صدور بيانات التضخم الأمريكية التي جاءت متوافقة مع التوقعات، مما ساهم في تهدئة المخاوف بشأن الرسوم الجمركية الأخيرة التي فرضها الرئيس ترامب، ورغم ذلك، تواجه الحكومة الأمريكية إغلاقًا محتملًا هذا الأسبوع نتيجة استمرار المفاوضات بين المشرّعين الأمريكيين حول اتفاق تمويلي في الكابيتول هيل، ويتابع المستثمرون بحذر تطورات الوضع في واشنطن، حيث إن فشل المشرّعين في التوصل إلى تسوية قد يؤثر على نشر بيانات اقتصادية رئيسية.
في مدينة نيويورك، أنهت المؤشرات الثلاثة الرئيسية تداولات يوم الجمعة الماضية على ارتفاع، مما ساعد في كسر سلسلة خسائر استمرت ثلاثة أيام، وقد أظهرت بيانات أن مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي – المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي – ارتفع بما يتماشى مع التوقعات، مما يمنح البنك المركزي مساحة لمزيد من خفض أسعار الفائدة، حيث سجل المؤشر قراءة بلغت 2.7% في أغسطس، مرتفعًا من 2.6% في يوليو، ويبدو أن صانعي السياسات يركزون الآن على دعم سوق العمل بعد سلسلة من بيانات التوظيف الضعيفة.
مع اقتراب موعد تقرير الوظائف غير الزراعية (NFP) الذي يُنتظر إصداره يوم الجمعة، تتزايد المخاوف من تأجيل صدوره في حال حدوث إغلاق حكومي، ما قد يعطل عمل وزارة العمل الأمريكية، وفي السياق نفسه، يُنتظر اجتماع قادة الكونغرس من الحزبين مع الرئيس ترامب لمحاولة حل الأزمة قبل الموعد النهائي، حيث عبر زعماء ديمقراطيون عن تفاؤل حذر حول إمكانية التوصل إلى اتفاق، وعلى الرغم من هذه المخاوف، ظل المزاج إيجابيًا في معظم الأسواق العالمية، مدعومًا بمكاسب وول ستريت.
الأسواق الآسيوية تحت قيادة “علي بابا”
في ظل هذه التطورات، قادت هونغ كونغ المكاسب بفضل صعود شركات التكنولوجيا الصينية العملاقة مثل “علي بابا”، حيث ارتفع مؤشر سيول بأكثر من 1%، وشهدت أسواق شنغهاي وسيدني وسنغافورة وبانكوك وجاكرتا أيضًا مكاسب ملحوظة، بينما افتتحت أسواق لندن وباريس وفرانكفورت على ارتفاع، في حين تراجع مؤشر طوكيو “نيكاي 225″، وفي طوكيو، قفز سهم الذراع المالية لشركة “سوني” بأكثر من 30% في أول أيام تداوله بعد فصله عن الشركة الأم للتركيز على أعمال الترفيه.
أما بالنسبة للذهب، فقد ارتفع إلى ذروة جديدة قرب 3,820 دولارًا للأونصة، مدفوعًا بالمخاوف من الإغلاق المحتمل وتوقعات خفض الفائدة، مما يزيد من جاذبية المعدن النفيس، وفي المقابل، تراجعت أسعار النفط بسبب تكهنات بزيادة إنتاج “أوبك+”، مما أثار مخاوف من تخمة في المعروض، بعد أن شهدت الأسعار صعودًا الأسبوع الماضي نتيجة التوترات المتزايدة بين دول الناتو وروسيا.
أرقام رئيسية في الأسواق المالية
في الساعة 11:15 بتوقيت أبوظبي، سجلت الأسواق بعض الأرقام المهمة، حيث تراجع مؤشر نيكاي 225 في طوكيو بنسبة 0.7% ليصل إلى 45,043.75، بينما ارتفع مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ بنسبة 2.0% ليصل إلى 26,665.27، وارتفع المركب في شنغهاي بنسبة 0.9% ليصل إلى 3,862.53، كما سجلت أسواق لندن وفوتسي 100 ارتفاعًا بنسبة 0.3%، بينما تراجعت أسعار خام غرب تكساس بنسبة 0.9% لتصل إلى 65.13 دولار للبرميل، في حين تراجع برنت بنسبة 0.7% ليصل إلى 69.62 دولار للبرميل.
التعليقات