يواصل الدولار تراجعه مقابل الجنيه المصري، مما ينعكس إيجابياً على الاقتصاد المحلي ويعزز من القوة الشرائية للمواطنين كما تشير خبيرة اقتصادية إلى أن هذا التراجع قد يكون بداية لدفعة إضافية تعزز من الاستثمارات وتنشط السوق، مما يساهم في تحسين الأوضاع المعيشية وزيادة فرص العمل في مختلف القطاعات، وبالتالي يمكن أن يؤدي هذا التغير إلى تعزيز الثقة في الجنيه المصري وفتح آفاق جديدة للنمو الاقتصادي المستدام في المستقبل القريب.

تراجع سعر الدولار مقابل الجنيه المصري في البنوك

شهدت سوق الصرف المصرية اليوم الإثنين انخفاضًا ملحوظًا في سعر الدولار مقابل الجنيه، حيث تراجعت العملة الأمريكية بمقدار يتراوح بين قرش و12 قرشًا في 10 بنوك، وذلك مقارنة بمستوياتها في ختام تعاملات أمس الأحد، وفقًا للأسعار المعلنة على المواقع الرسمية للبنوك، هذا التراجع يعكس تغييرات مهمة في السوق ويشير إلى استقرار نسبي في الأسعار.

تحركات سعر الصرف في البنوك الكبرى

في البنوك الحكومية الكبرى، استقر سعر الدولار عند 48 جنيهًا للشراء و48.10 جنيه للبيع، مثل البنك الأهلي المصري وبنك مصر وبنك القاهرة، مما يعني تراجعًا قدره 10 قروش دفعة واحدة، بينما في البنوك الخاصة، سجل البنك التجاري الدولي 47.98 جنيه للشراء و48.08 جنيه للبيع بتراجع 9 قروش، في حين جاء بنك البركة عند 47.95 جنيه للشراء و48.05 جنيه للبيع، وهو ما يمثل أكبر انخفاض بين البنوك، أما بنك قناة السويس فبلغ السعر فيه 48.03 جنيه للشراء و48.13 جنيه للبيع بتراجع 7 قروش.

الدلالات الاقتصادية وتأثيرات مستقبلية

الدكتورة وفاء علي، خبيرة الاقتصاد المصري، أوضحت أن هذا التراجع يعكس حالة من الاستقرار التدريجي في سوق الصرف، حيث يعود السبب إلى تداخل عوامل دولية ومحلية، مثل خفض الفيدرالي الأمريكي لسعر الفائدة، مما منح دفعة إضافية للأسواق الناشئة بما فيها مصر، بالإضافة إلى غياب المضاربات على الدولار، كما أن تراجع مؤشر الدولار العالمي “DXY” إلى ما دون حاجز الـ100 نقطة، يتيح المزيد من الحركة لعملات الأسواق الناشئة، وفي الداخل، ساهمت سياسات البنك المركزي في تعزيز الاستقرار النقدي، مع زيادة تحويلات المصريين بالخارج وإيرادات السياحة، مما دعم الاحتياطي النقدي.

كما أشارت وفاء إلى أن احتمالية الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة بسبب تعثر تمرير الموازنة قد تضغط على ثقة المستثمرين في العملة الأمريكية، مما يتيح لأسواق ناشئة مثل مصر فرصة للاستفادة من هذا التوازن في العرض والطلب على الدولار، وبالتالي، قد نشهد تغييرات إضافية في أسعار الصرف خلال الفترة القادمة.