شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا، حيث وصلت إلى أعلى قمة لها منذ 14 عامًا، مما يعكس تزايد الطلب على هذا المعدن الثمين كملاذ آمن في أوقات عدم الاستقرار الاقتصادي بينما يتراجع النفط تحت ضغط عوامل متعددة تشمل تزايد الإنتاج والتوترات الجيوسياسية التي تؤثر على الأسواق العالمية، مما يثير تساؤلات حول مستقبل أسعار الطاقة والذهب وكيف ستؤثر هذه التغيرات على الاستثمار في الأسواق المالية، لذا يبقى المستثمرون في حالة ترقب لمتابعة هذه التطورات الهامة التي قد تغير معالم السوق في الفترة المقبلة.

يواصل الذهب تحقيق مكاسب استثنائية، بينما يتعرض النفط لضغوط نتيجة توقعات بزيادة إنتاج “أوبك+” واستئناف صادرات كردستان العراق، وقد سجل الذهب مستوى قياسيًا جديدًا بلغ 3842.76 دولار للأوقية في المعاملات الفورية بزيادة قدرها 0.2%، كما ارتفعت العقود الأمريكية الآجلة تسليم ديسمبر بنسبة 0.4% لتصل إلى 3872 دولارًا، وبذلك ينهي المعدن النفيس شهر سبتمبر بزيادة تتجاوز 11%، وهو أفضل أداء شهري له منذ أغسطس 2011.

أسباب ارتفاع أسعار الذهب

يُعزى هذا الارتفاع إلى تصاعد المخاوف من إغلاق محتمل للحكومة الأمريكية بعد فشل الرئيس دونالد ترامب في الوصول إلى اتفاق مع الديمقراطيين، بالإضافة إلى تنامي التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد يقوم بمزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة، وتشير أداة “فيد ووتش” التابعة لمجموعة سي.إم.إي إلى احتمال يصل إلى 89% لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في الاجتماع المقبل للبنك المركزي الأمريكي، ويُعتبر الذهب ملاذًا آمنًا في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة، حيث يقل العائد على الأصول الأخرى مما يعزز من جاذبيته.

مع اقتراب صدور بيانات سوق العمل الأمريكية يوم الجمعة، يترقب المستثمرون مؤشرات جديدة حول اتجاه الاقتصاد ومدى إقدام الفيدرالي على خطوات إضافية لدعم النمو، مما يضيف المزيد من التوتر إلى الأسواق ويزيد من اهتمام المستثمرين بالذهب.

تراجع أسعار النفط

على الجانب الآخر، تراجعت أسعار النفط وسط توقعات بزيادة المعروض، حيث هبط خام برنت تسليم نوفمبر بنسبة 0.69% ليصل إلى 67.50 دولار للبرميل، وانخفضت العقود الأكثر نشاطًا لشهر ديسمبر إلى 66.66 دولار، كما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 0.63% ليصل إلى 63.05 دولار للبرميل، ويأتي هذا الهبوط بعد خسائر حادة تجاوزت 3% في الجلسة السابقة، وهي الأكبر منذ بداية أغسطس.

يرجع هذا التراجع إلى استئناف صادرات الخام من إقليم كردستان العراق عبر تركيا بعد توقف دام أكثر من عامين، بالإضافة إلى تسريبات تشير إلى أن تحالف “أوبك+” قد يقر زيادة جديدة في إنتاج النفط لا تقل عن 137 ألف برميل يوميًا في اجتماعه المقبل، مما يزيد الضغوط على الأسعار، ويؤكد محللون أن الأسواق النفطية تواجه معادلة معقدة، حيث تتصاعد المخاطر على الإمدادات نتيجة الهجمات الأوكرانية على المصافي الروسية، بينما يلوح في الأفق شبح فائض المعروض وضعف الطلب العالمي، مما يجعل التوازن هشًا ويضع المستثمرين في حالة ترقب حذر.