تزايدت الاستفسارات حول حقوق الموظفين في الحصول على العلاوة الاستثنائية والزيادات والمكافآت بعد التعديلات التي طرأت على قانون العمل الجديد، حيث يتساءل الكثيرون عن الفروق بين العلاوات والمكافآت وكيفية استحقاقها، فالعلاوة الدورية تُعتبر حقًا أصيلاً لكل عامل تُصرف بانتظام دون الحاجة لتقييم الأداء، بينما العلاوة الاستثنائية تُعطى بناءً على قرارات إدارية وقد تكون مرتبطة بظروف اقتصادية معينة، أما المكافآت فهي تقديرية تعتمد على الأداء، لذا من المهم أن يكون الموظف على دراية كاملة بحقوقه وكيفية المطالبة بها لضمان الحصول على مستحقاته المالية في الوقت المناسب.

تزايدت تساؤلات العاملين في مختلف القطاعات حول استحقاقاتهم المالية، سواء كانت العلاوات الدورية أو الاستثنائية أو المكافآت، خاصة مع التحديثات الجديدة التي طرأت على قانون العمل الجديد الذي تم تطبيقه منذ سبتمبر 2025، حيث يسعى الكثيرون لفهم الفروقات بين هذه الاستحقاقات وكيفية تأثيرها على دخلهم.

المكافأة: تقدير الأداء والاحتفاء بالإنجازات

تعتبر المكافآت المالية شكلاً من أشكال التقدير غير الإلزامي، وغالبًا ما تُمنح بناءً على تقييم الأداء أو بمناسبات خاصة مثل الأعياد أو نهاية السنة المالية، كما أنها ليست حقًا قانونيًا ثابتًا، بل تعتمد على مدى التزام الموظف وتحقيقه لأهداف العمل، وكذلك مبادرة الإدارة في صرفها، مما يجعلها وسيلة لتحفيز الموظفين وتعزيز روح الفريق.

العلاوة الدورية: حق أصيل لكل عامل

تنص أحكام قانون العمل الجديد على أن العلاوة الدورية تُعتبر حقًا أصيلاً لكل عامل، حيث تُصرف بنسبة لا تقل عن 3% من الأجر الأساسي، وتمنح بشكل سنوي دون الحاجة لتقييم الأداء أو تحقيق أرباح، وذلك لمواكبة التغيرات الاقتصادية وتكاليف المعيشة، وقد ألزم القانون أصحاب العمل بصرف هذه العلاوة بشكل منتظم، بحيث لا يجوز التنازل عنها أو تأجيلها إلا في حالات استثنائية يحددها القانون أو تقرها الجهة المختصة.

العلاوة الاستثنائية: مرونة في مواجهة الأزمات

أما بالنسبة للعلاوة الاستثنائية، فهي غير ملزمة قانونيًا، ولكن تُمنح بناءً على قرارات إدارية أو سياسات داخلية للمؤسسة، وغالبًا ما تُصرف لمواجهة أعباء معيشية طارئة أو كمكافأة لتحفيز العاملين في ظروف اقتصادية صعبة، كما حدث مؤخرًا في عدة قطاعات حكومية وخاصة لمواجهة التضخم وارتفاع الأسعار، ويحق للعامل المطالبة بعلاوة استثنائية إذا توفرت مبررات قوية، مثل ارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة، أو تحقيق المؤسسة لأرباح قياسية، ولكن تبقى السلطة النهائية بيد صاحب العمل أو الجهة المختصة.

بناءً على ما سبق، يحق للموظف المطالبة بالعلاوة الدورية كل عام، حيث تُعتبر حقًا ثابتًا لا يجوز حرمانه منه، بينما يمكنه طلب علاوة استثنائية، ولكن ليس له حق قانوني في الحصول عليها بشكل تلقائي، في حين تُمنح المكافأة تقديرًا وترتبط عادةً بنتائج الأداء أو قرارات الإدارة، مما يبرز أهمية فهم كل نوع من هذه الاستحقاقات وكيفية تأثيرها على حياة العاملين.