فيضانات السودان تعد واحدة من أكبر الكوارث الطبيعية التي تؤثر بشكل مباشر على حياة الناس وتسبب خسائر بشرية وزراعية متفاقمة حيث تسببت السيول في دمار واسع النطاق للمنازل والمزارع مما أدى إلى فقدان سبل العيش وتدهور الأمن الغذائي في البلاد فمع استمرار هذه الفيضانات، تتزايد المخاوف من تفشي الأمراض والآثار النفسية على المجتمعات المتضررة مما يتطلب جهوداً عاجلة للتخفيف من حدة الأزمة وتحسين ظروف الحياة للمتضررين في جميع أنحاء السودان.

تشهد عدة ولايات في السودان أوضاعًا صعبة نتيجة موجة جديدة من الفيضانات التي اجتاحت البلاد، حيث غمرت المياه مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والمناطق السكنية، مما أدى إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة، ومن الضروري أن نفهم الأسباب وراء هذه الكارثة الطبيعية وتأثيراتها على المجتمعات المحلية، فالأمطار الغزيرة هذا العام جاءت على غير المعتاد، حيث تأخر موسم الخريف واستمر حتى أواخر أكتوبر، مما أدى إلى تدفقات مائية أعلى من المتوسط، وهذا كان واضحًا بشكل خاص على الهضبة الإثيوبية، التي تعتبر المصدر الرئيسي لمياه النيل الأزرق ونهر عطبرة.

تأثير الأمطار على الموارد المائية

أصدرت وزارة الزراعة والري السودانية بيانًا رسميًا توضح فيه أن حجم الأمطار المتساقطة كان يفوق المعدلات المعتادة، وهذا التأثير المباشر انعكس على منسوب النيل، حيث شهد النيل الأبيض زيادة في الإيراد المائي تراوحت بين 60% و100% مقارنة بالمتوسط منذ عام 2020، كما سجل نهر عطبرة أعلى وارد له منذ سنوات، مما يُظهر بوضوح حجم التأثيرات المناخية السلبية التي تضرب المنطقة، وعلى الرغم من أن بحيرة سد النهضة اكتمل ملؤها مؤخرًا، إلا أن عمليات تصريف المياه بدأت في العاشر من سبتمبر، مما ساهم في ارتفاع المناسيب بشكل ملحوظ.

إجراءات عاجلة لمواجهة الفيضانات

في ظل هذه التطورات، شكلت السلطات السودانية غرفة عمليات طارئة بإشراف وزير الزراعة والري عصمت قرشي، وتضم كبار مسؤولي المياه والخزانات، بالإضافة إلى فرق الرصد والإنذار المبكر، بهدف متابعة المناسيب واتخاذ إجراءات سريعة للحد من الأضرار، وقد أشار البيان إلى أن بلوغ المياه مستوى الفيضان في أي محطة يعني ملامستها لحدود المجرى الطبيعي، لكنه لا يعني بالضرورة غمر القرى أو المزارع المجاورة، مما يستدعي من المواطنين التعامل مع الوضع بهدوء وتكثيف الجهود نحو الإجراءات الوقائية.

في ولاية الجزيرة، تعرضت 1,764 فدانًا من الأراضي الزراعية للتلف نتيجة فيضان النيل الأزرق، مما يشكل ضربة للاقتصاد الزراعي المحلي، وفي نهر النيل، تسببت السيول في انهيار جزئي لمنازل وغمرت مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، مما أدى إلى شلل في الحركة وعزل قرى بأكملها، بينما في سنار، اجتاحت مياه النيل الأزرق قرى محلية، مما يستدعي تكثيف الجهود لمواجهة هذه الأزمات والتخفيف من آثارها السلبية.