الذهب يكتب التاريخ من جديد حيث شهدت أسواق المعدن الثمين صعودًا قياسيًا عالميًا لم يسبق له مثيل في السنوات الأخيرة وقد كانت مصر واحدة من الدول التي استفادت بشكل كبير من هذه المكاسب المذهلة مما جعل المستثمرين يتجهون نحو شراء الذهب كملاذ آمن في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية المتزايدة وهذا الارتفاع لم يقتصر فقط على الأسعار بل أثر أيضًا على الطلب المحلي حيث يسعى الكثيرون لحماية أموالهم من التضخم وتحقيق استثمارات ناجحة تعزز من استقرارهم المالي في المستقبل القريب.
شهدت أسعار الذهب في مصر والعالم ارتفاعًا غير مسبوق خلال سبتمبر/أيلول، حيث حققت أفضل أداء شهري لها منذ أكثر من 16 عامًا، وجاء هذا الارتفاع مدفوعًا بزيادة الطلب العالمي على الملاذات الآمنة في ظل الأوضاع السياسية والاقتصادية المتوترة، إذ ارتفعت أسعار الذهب في السوق المحلية بنحو 60 جنيهًا خلال تعاملات الأربعاء، ليصل غرام الذهب عيار 21 إلى 5240 جنيهًا، بينما سجلت الأوقية عالميًا قفزة بنحو 30 دولارًا لتصل إلى 3888 دولارًا، بعد أن اقتربت من 3900 دولار في بداية اليوم، وهو مستوى تاريخي لم يسبق له مثيل.
أفضل أداء منذ 2009
تحدث سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة “آي صاغة”، عن الارتفاع التاريخي الذي شهدته أسعار الذهب في السوق المصرية، حيث أنهى الذهب شهر سبتمبر بزيادة تصل إلى 11%، وهو ما يعادل 490 جنيهًا للغرام (عيار 21)، بعد أن افتتح الشهر عند 4690 جنيهًا، بينما أغلق عند 5180 جنيهًا، وعلى الصعيد العالمي، ارتفعت الأوقية بنسبة 12%، أي ما يعادل 411 دولارًا، مما يعكس قوة المعدن الأصفر في مواجهة الظروف الاقتصادية، وقد ساهمت التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة الأمريكية والتوترات الجيوسياسية في تعزيز هذه الزيادة.
توقعات مستقبلية لأسعار الذهب
منذ بداية العام، شهدت أسعار الذهب في مصر ارتفاعًا قدره 1490 جنيهًا، بنسبة صعود بلغت 40%، بينما ارتفعت عالميًا بنحو 1264 دولارًا، بنسبة 48%، وأشار إمبابي إلى أن الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة كان له تأثير كبير على أسعار الذهب، خصوصًا مع التهديدات المتعلقة بتسريح عدد كبير من الموظفين الفيدراليين، ومع غياب الوضوح بشأن المفاوضات في واشنطن، يبدو أن هناك ضبابية تحيط بقرارات الاحتياطي الفيدرالي، مما يزيد من فرص استمرار ارتفاع أسعار الذهب، مع توقعات بأن تتجاوز الأوقية مستوى 4000 دولار في المستقبل القريب.
التعليقات