تعتبر “روايات مسكوكة” تجربة فريدة لاستكشاف التاريخ والحضارة عبر العملات التي تعكس تطور المجتمعات على مر العصور ففي المعرض الذي افتتح مؤخرًا بالمتحف الوطني السعودي، يمكن للزوار أن يتعرفوا على مجموعة استثنائية من العملات التي تمثل إرثًا ثقافيًا غنيًا يمتد لأكثر من 1300 عام من التحولات التاريخية والفنية والاقتصادية وتُظهر هذه العملات كيف كانت تُسجل الأحداث التاريخية وتوثق الهوية الوطنية حيث تُمثل كل قطعة تاريخًا حيًا يعكس قصصًا عن ظهور الإسلام وتاريخ المدن المقدسة كما تبرز العملات جوانب متعددة من الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، مما يمنح الزوار فرصة فريدة للتفاعل مع ماضيهم واكتشاف معاني جديدة من خلال هذه الشواهد الملموسة التي تحمل في طياتها عبق التاريخ.
افتتاح معرض «روايات مسكوكة» في المتحف الوطني السعودي
افتتحت هيئة المتاحف بالمملكة العربية السعودية مؤخرًا معرض «روايات مسكوكة: إرث السعودية في العملات» في المتحف الوطني السعودي بحي المربع بالرياض، ويستمر المعرض حتى 16 ديسمبر المقبل، حيث يهدف إلى إلقاء الضوء على تاريخ العملات في المملكة، والتي تمتد لأكثر من 1300 عام من التحولات التاريخية والفنية والاقتصادية، منذ العصور السابقة للإسلام وحتى الريال السعودي الحديث، مما يعكس تطور المجتمعات ونشوء الدول وتغيّر الأنظمة الاقتصادية والسياسية، لتصبح العملات شاهدًا ماديًّا على الهوية الوطنية وذاكرة جماعية للأمة.
مجموعات استثنائية من العملات النادرة
يتضمن المعرض مجموعة استثنائية من العملات والمسكوكات النادرة، حيث تم تجميعها على مدار عقود من قبل الدكتور آلان بارون، مؤسس نوميسماتيكا جنيف، الذي يُعتبر من أبرز جامعي العملات التاريخية، بالإضافة إلى مختارات فريدة من مجموعة وزارة الثقافة. كما يقدم المعرض أعمالًا فنية معاصرة بمشاركة الفنان زيمون، الذي استلهم من رمزية النقود ودلالاتها البصرية، ضمن تصميم سينوغرافي مبتكر أبدعه غيث أبو غانم وجاد مالكي وفرح فياض، وبمشاركة الدكتور نايف الشرعان المتخصص في تاريخ العملات الإسلامية، مما يجسد أزمنة مختلفة في قاعة واحدة.
تاريخ العملات وتأثيرها على الهوية الثقافية
تحدث الدكتور آلان بارون عن أهمية المجموعة المعروضة، حيث تعد الأهم عالميًا بين فئة العملات المسكوكة في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وتعرض للجمهور لأول مرة، حيث تروي قصة ثرية عن ظهور الإسلام وتاريخ المدينتين المقدستين. كما تسلط العملات الضوء على التأثير الثقافي بين العالمين العربي والغربي، حيث تظهر بعض العملات الفنية مشاهد صيد الصقور في البلاط الألماني، مما يؤكد على التأثير المتبادل بين الثقافات عبر العصور.
استكشاف التاريخ من خلال العملات
يشير الدكتور بارون إلى أن اقتناء العملات يعني امتلاك قطعة من التاريخ، فهي وسيلة للتواصل مع الشخصيات التاريخية العظيمة، كما تكشف العملات عن التحولات الفكرية والثقافية عبر العصور، حيث كانت مصدر المعلومات في العصور القديمة، مما يعكس جوانب متعددة من حياة المجتمعات. ويعتبر المعرض فرصة فريدة للجمهور لاكتشاف هذه الكنوز التراثية والاستمتاع بتجربة ثقافية غنية.
التعليقات