أشار أمين عام «التعاون الخليجي» إلى أن انخفاض أسعار النفط يعكس ضرورة ملحة لتنويع الاقتصادات الخليجية حيث يسعى العديد من الدول في المنطقة إلى تطوير قطاعات جديدة مثل السياحة والتكنولوجيا والزراعة لتحقيق استدامة اقتصادية أكبر وخلق فرص عمل متنوعة للشباب مما يعزز النمو ويقلل الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للإيرادات.
استقرار الدولار الأمريكي ونمو اقتصادات الخليج
أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم البديوي، أن الدولار الأمريكي لا يزال مستقراً وقوياً، مشيراً إلى أن اقتصادات دول الخليج تشهد نمواً فعلياً، حيث سجل الناتج المحلي الإجمالي ارتفاعاً ملحوظاً في معظم دول المجلس، جاء ذلك خلال مقابلة مع هادلي غامبل، كبير مذيعي IMI الدوليين، على هامش اجتماع قادة مؤتمر ميونيخ للأمن في مدينة العلا السعودية، بمشاركة نحو 70 من كبار القادة الدوليين، مما يعكس أهمية هذا الحدث.
وفي رده على سؤال حول ارتباط العملات الخليجية بالدولار، أبدى البديوي تفاؤله، قائلاً: “لا أعتقد أن الدولار في أي خطر الآن، فهو مستقر وقوي”، مضيفاً أن سعر الفائدة معقول جداً، ويترقب الجميع الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي لمزيد من المعلومات، وأشار إلى أن الدراسات الاقتصادية تُظهر أن جميع الدول في المجلس تحقق نمواً فعلياً، مما يعكس قوة اقتصادات المنطقة.
التطورات الاقتصادية العالمية وتأثيرها على الخليج
أوضح البديوي أن المجلس يراقب باهتمام التطورات الاقتصادية العالمية، وخاصة العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مؤكداً أن أي توتر اقتصادي بين القوتين يؤثر على جميع الأسواق، بما في ذلك اقتصادات الخليج، وأكد أنه رغم عدم انخراط المجلس في هذه الصراعات، إلا أن التأثيرات ستكون ملحوظة، مما يتطلب مراقبة دقيقة للأوضاع الاقتصادية العالمية.
وفي حديثه عن حماية اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي، أشار البديوي إلى أن المنطقة تمتلك أسواقاً قوية واحتياطيات كبيرة، مع حوكمة مالية وإدارية متميزة، مما يعكس الاستعداد لمواجهة التحديات، وأكد أن دول المجلس في وضع جيد، لكنها بحاجة لمراقبة الأوضاع العالمية باستمرار لضمان الاستقرار والنمو.
أسعار النفط وأهمية التنويع الاقتصادي
في سياق أسعار النفط، أشار البديوي إلى أن انخفاض الأسعار قد يكون دافعاً لتسريع تنفيذ برامج التنويع الاقتصادي، بعيداً عن الاعتماد على العائدات النفطية، حيث قال: “أحياناً يكون الأمر جيداً لأنه يجعلك تفكر في كيفية الخروج من النفط”، مما يعكس أهمية التحول نحو اقتصادات أكثر تنوعاً، وأكد أن السعر العادل للنفط يجب أن يحقق توازناً بين المنتجين والمستهلكين.
وحذر البديوي من أن انخفاض الأسعار لفترات طويلة قد يؤثر على الاستثمارات المستقبلية في قطاع الطاقة، ولكنه شدد على أن مجلس التعاون سيبقى شريكاً موثوقاً في ضمان أمن الطاقة العالمي، مشيراً إلى أن الطلب العالمي على النفط سيظل مرتفعاً مع نمو الاقتصادات والمجالات التكنولوجية الجديدة، مما يعكس التفاؤل بمستقبل الطاقة في المنطقة.
التعليقات