في ظل التطورات السياسية الحالية، يبرز موقف أمين عام مجلس التعاون الخليجي تجاه القضايا الحساسة مثل الوضع في غزة والتوترات مع إيران، حيث يسعى المجلس لتعزيز التعاون الإقليمي والحفاظ على استقرار المنطقة، كما يولي اهتمامًا خاصًا للعلاقات مع الصين، مما يعكس استراتيجية جديدة تهدف إلى تعزيز الشراكات الاقتصادية والسياسية، ويعتبر هذا التوجه علامة على رغبة دول الخليج في تنويع علاقاتها الدولية وتعزيز دورها في المشهد العالمي، مما يساهم في تحقيق التنمية المستدامة ويعزز الأمن الإقليمي.

أهمية استقرار المنطقة في تصريحات الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي

أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم البديوي، أن المجلس يواصل جهوده لتحقيق الاستقرار والازدهار في المنطقة، حيث يركز على دعم حل الدولتين في فلسطين، وتعزيز التعاون الاقتصادي والأمني مع الشركاء الدوليين مثل الولايات المتحدة والصين وروسيا، وذلك خلال مقابلة أجرتها معه هادلي غامبل، كبيرة مذيعي IMI الدوليين، على هامش اجتماع قادة مؤتمر ميونيخ للأمن في مدينة العلا السعودية، بمشاركة نحو 70 من كبار القادة الدوليين.

الوضع في غزة والدعوة إلى السلام

تناول البديوي الأوضاع المأساوية في غزة، معرباً عن “ألم ومعاناة” لما يحدث هناك، وأشاد بالدور القيادي للمملكة العربية السعودية في الدفع نحو حل الدولتين بالتعاون مع فرنسا والمجتمع الدولي، مشيراً إلى أن تحقيق السلام يتطلب “شريكاً حقيقياً في إسرائيل”، حيث انتقد حكومة نتنياهو الحالية لعدم سعيها نحو السلام، بينما يخرج “مئات الآلاف من الإسرائيليين” يومياً للاحتجاج ضد سياساته في غزة. كما تحدث عن خطة النقاط الـ20 للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، معتبراً أنها “قد تكون قابلة للتطبيق”، لكنه تساءل عن مدى قبول إسرائيل لها.

التعاون الاقتصادي والأمن الدولي

وفي السياق الاقتصادي، أكد البديوي أن الدولار الأمريكي “مستقر وقوي”، وأن اقتصادات دول الخليج تشهد “نمواً فعلياً” خلال الربع الأول من عام 2025، مشيراً إلى أن أسعار الفائدة مناسبة وأداء الناتج المحلي الإجمالي يسير في اتجاه تصاعدي، ورغم انخفاض أسعار النفط، اعتبر أن ذلك قد يكون دافعاً لتسريع تنويع مصادر الدخل، بينما شدد على ضرورة الحفاظ على أسعار تحقق مكاسب متوازنة للمنتجين والمستهلكين. كما أوضح أن مجلس التعاون الخليجي يسعى لإقامة علاقات متوازنة مع القوى الكبرى، مثل الصين والولايات المتحدة وروسيا، حيث أكد البديوي أن المجلس يتبنى سياسة الصداقة مع الجميع.