استمرار الإغلاق الحكومي الأمريكي يدعم ارتفاع أسعار الذهب مع توقعات قوية بشأن خفض الفائدة الفيدرالية

شهدت أسعار الذهب في الأسواق المحلية والعالمية ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم الخميس، ويرجع ذلك إلى استمرار أزمة الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة، والتي تعتبر الأولى من نوعها منذ سبع سنوات تقريبًا، بالإضافة إلى فشل المشرّعين في الوصول إلى اتفاق بشأن التمويل الحكومي، مما زاد من الضغوط على الأسواق المالية.

تحركات الأسعار محليًا وعالميًا

أشار سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، إلى أن أسعار الذهب محليًا ارتفعت بنحو 15 جنيهًا مقارنة بختام تعاملات أمس، ليصل سعر جرام الذهب عيار 21 إلى 5240 جنيهًا، بينما ارتفعت الأوقية عالميًا بنحو 23 دولارًا لتسجل 3890 دولارًا. كما أوضح أن سعر جرام الذهب عيار 24 بلغ 5989 جنيهًا، وعيار 18 سجّل 4491 جنيهًا، بينما استقر سعر الجنيه الذهب عند 41,920 جنيهًا، مما يعكس تذبذبات الأسعار في الأسواق العالمية.

أفضل أداء شهري منذ 16 عامًا

سجل الذهب أداءً قويًا خلال شهر سبتمبر، حيث ارتفع محليًا بنسبة 11% بما يعادل 490 جنيهًا، وصعد عالميًا بنسبة 12% بما قيمته 411 دولارًا للأوقية، مما يعكس الطلب المتزايد على الملاذات الآمنة في ظل الاضطرابات السياسية والاقتصادية العالمية، بالإضافة إلى تزايد التوقعات بخفض الفائدة الأمريكية، مما ساهم في تحقيق الذهب أفضل أداء شهري له منذ 16 عامًا.

البيئة الداعمة واستمرار المخاطر

تؤكد التقارير أن الإغلاق الحكومي الأمريكي يعزز الإقبال على الذهب كملاذ آمن، حيث تزايدت التوقعات بخفض الفائدة، مما يحافظ على عوائد سندات الخزانة الأمريكية عند مستويات منخفضة ويضعف الدولار، وهو ما يضيف دعمًا إضافيًا للذهب. كما شهد مجلس الشيوخ الأمريكي فشلًا جديدًا في تمرير حزمة تمويل مؤقتة، مما يعني استمرار الإغلاق لفترة أطول.

بيانات العمل والدولار تحت الضغط

أظهرت بيانات التوظيف من ADP أن القطاع الخاص الأمريكي فقد 32 ألف وظيفة في سبتمبر، بينما كانت التوقعات تشير إلى إضافة 50 ألف وظيفة، مما زاد الضغوط على الدولار. يتداول مؤشر الدولار قرب أدنى مستوى له في أسبوع عند 97.60 نقطة، بينما تظل عوائد السندات الأمريكية عند مستويات ضعيفة، مما يعكس حالة من التوتر في الأسواق المالية.

توقعات قوية بالوصول إلى 4000 دولار للأوقية

تشير توقعات السوق إلى إمكانية تجاوز الذهب مستوى 4000 دولار للأوقية، بدعم من مشتريات البنوك المركزية والمستثمرين الأفراد والمؤسسات. وأوضح الاستراتيجي جوني تيفز من «يو بي إس» أن الذهب لا يزال «غير مملوك بالكامل» من قبل المستثمرين، مما يتيح مجالًا لمزيد من المكاسب خلال الأرباع المقبلة، بينما يتوقع أن تتباطأ وتيرة الارتفاع مع نهاية عام 2026.

أجندة الأسبوع ومآلات السياسة النقدية

في إطار السياسة النقدية، صرحت سوزان كولينز، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن، بأن «خفض الفائدة قليلًا قد يكون مناسبًا إذا أكدت البيانات ذلك»، بينما حذرت لوري لوجان من محدودية مجال التخفيضات، مما يجعل الذهب في مفترق طرق مهم، حيث تعكس المستويات القياسية صدمة سياسية-اقتصادية في الولايات المتحدة، بينما تظل الرهانات قوية على استمرار صعود الأسعار.