تشير الأوضاع الحالية في سوق النفط إلى أن النفط يتجه نحو أكبر خسارة أسبوعية في ثلاثة أشهر ونصف رغم الارتفاع الطفيف الذي شهدته الأسعار اليوم الجمعة بعد سلسلة من التراجعات المتتالية حيث ارتفعت عقود خام برنت وخام غرب تكساس بنسبة 0.7% لكن التوقعات تشير إلى إمكانية زيادة إنتاج أوبك+ مما يزيد من مخاوف فائض المعروض في السوق ويؤثر سلباً على الأسعار على المدى القريب في ظل تباطؤ تشغيل المصافي العالمية وتراجع الطلب الموسمي خلال الأشهر المقبلة مما قد يؤدي إلى تراكم المخزونات النفطية بشكل أكبر ويعكس التحليل أن هذه العوامل قد تساهم في تفاقم الوضع إذا استمرت الضغوط من مختلف الجهات مثل وزراء مالية مجموعة السبع الذين يسعون لزيادة الضغط على روسيا من خلال استهداف مشترياتها من النفط مما يجعل التوقعات المستقبلية أكثر تعقيداً وتحدياً للقطاع.

ارتفاع أسعار النفط بعد تراجع مستمر

شهدت أسعار النفط اليوم الجمعة انتعاشًا ملحوظًا بعد أربع جلسات من الانخفاض المتواصل، ورغم هذا الارتفاع، لا تزال الأسعار تتجه نحو أكبر هبوط أسبوعي منذ أواخر يونيو، وذلك في ظل توقعات السوق بأن مجموعة الدول المصدرة للنفط وحلفاءها “أوبك+” قد تفكر في زيادة الإنتاج، على الرغم من المخاوف المتعلقة بفائض المعروض في الأسواق العالمية.

تفاصيل ارتفاع الأسعار

ارتفعت عقود خام برنت الآجلة بمقدار 43 سنتاً، أو بنسبة 0.7%، ليصل سعر البرميل إلى 64.54 دولار، بينما شهدت أسعار خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي زيادة بمقدار 41 سنتاً، أي بنسبة 0.7%، ليصل سعر البرميل إلى 60.89 دولار، وعلى الرغم من هذا الانتعاش، إلا أن خام برنت شهد تراجعًا أسبوعيًا بنسبة 8%، في حين انخفض خام غرب تكساس بنسبة 7.4%.

توقعات السوق والمخزونات

من المتوقع أن تتفق “أوبك+” على زيادة إنتاج النفط بما يصل إلى 500 ألف برميل يومياً في نوفمبر المقبل، وهو ما يمثل ثلاثة أضعاف الزيادة المقررة لشهر أكتوبر الحالي، ويشير المحللون إلى أن احتمالية زيادة الإمدادات من “أوبك+”، بالإضافة إلى تباطؤ تشغيل المصافي العالمية بسبب أعمال الصيانة، والانخفاض الموسمي في الطلب خلال الأشهر المقبلة، قد يؤدي إلى تسريع تراكم المخزونات النفطية في الولايات المتحدة ودول أخرى، حيث أظهرت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن مخزونات النفط الخام والبنزين ونواتج التقطير قد ارتفعت الأسبوع الماضي مع تراجع نشاط التكرير والطلب.

الضغوط الدولية على النفط الروسي

في سياق متصل، أعلن وزراء مالية مجموعة السبع أنهم سيتخذون خطوات لزيادة الضغط على روسيا، من خلال استهداف الأطراف التي تواصل تعزيز مشترياتها من النفط الروسي، مما يزيد من تعقيد المشهد النفطي العالمي، ويجعل من الضروري متابعة تطورات السوق وتأثيرها على الأسعار.