تستعد سوريا لانطلاق انتخابات أول برلمان بعد الأسد، حيث يترقب المواطنون هذه اللحظة التاريخية التي قد تغير مجرى الأحداث السياسية في البلاد، ستعكس هذه الانتخابات تطلعات الشعب السوري نحو مستقبل أفضل، وتفتح أبوابًا جديدة للحوار والمشاركة الشعبية، كما أنها تمثل خطوة نحو إعادة بناء الثقة في المؤسسات الحكومية وتعزيز الديمقراطية، يشارك في هذه الانتخابات مختلف الفئات، مما يعكس تنوع المجتمع السوري ورغبة الجميع في صوت فعال في صنع القرار، إن نجاح هذه الانتخابات سيساهم في استقرار البلاد ويعزز من آمال الشعب في تحقيق السلام والتنمية المستدامة.
انتخابات مجلس الشعب السوري: بداية مرحلة سياسية جديدة
انطلقت صباح الأحد، عملية التصويت في انتخابات أول مجلس شعب سوري بعد سقوط نظام بشار الأسد، ما يمثل بداية مرحلة سياسية جديدة ومشوقة في البلاد، حيث فتحت مراكز الاقتراع أبوابها في تمام الساعة التاسعة صباحًا، وبدأت الهيئات الناخبة في المحافظات السورية بالتوافد للإدلاء بأصواتهم، وتُجرى هذه الانتخابات في مراكز محددة من قبل اللجنة العليا، مع تحديد موعد لاحق للاقتراع في بعض مناطق محافظتي الرقة والحسكة، حيث ستبقى مقاعد باقي الدوائر شاغرة لحين توافر الظروف المناسبة.
آلية التصويت وإجراءات الاقتراع
أوضح نوار نجمة، المتحدث باسم اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب، أن التصويت يقتصر على أعضاء الهيئات الناخبة المعتمدين، حيث يجب عليهم إبراز أوراقهم الثبوتية عند دخول مراكز الاقتراع، وبعد استلام بطاقاتهم الانتخابية، يتوجه الناخبون إلى رئيس اللجنة الفرعية لاستلام ورقة الاقتراع الرسمية، ثم يدخلون غرفة الاقتراع السرّي لإعداد الورقة قبل إيداعها في صندوق الاقتراع بشكل علني، بينما تنتهي عملية الاقتراع مبدئيًا عند الساعة الثانية عشرة ظهرًا، مع إمكانية تمديد الفترة حتى الساعة الرابعة في حال عدم إدلاء جميع الأعضاء بأصواتهم.
فرز الأصوات وإعلان النتائج
بعد انتهاء الاقتراع، يتم فتح صناديق الاقتراع بشكل علني أمام وسائل الإعلام لبدء عملية فرز الأصوات، حيث تُعلن النتائج الأولية على الفور، كما تُحال هذه النتائج إلى لجان الطعون للنظر في أي اعتراضات تتعلق بآليات التصويت أو الفرز، بينما تُعلن النتائج النهائية خلال مؤتمر صحفي رسمي تعقده اللجنة العليا، مما يضمن الشفافية والمصداقية في العملية الانتخابية.
المرشحين وآلية الانتخابات الجديدة
شهدت المحافظات خلال الأسابيع الماضية سلسلة من الإجراءات التحضيرية، حيث أُغلق باب الترشح في الثامن والعشرين من سبتمبر، وبلغ عدد المرشحين 1578 شخصًا، من بينهم نسبة 14% من النساء، وبدأت الحملة الدعائية للمرشحين في التاسع والعشرين من الشهر ذاته، وانتهت يوم الجمعة، بينما تُجرى هذه الانتخابات وفق آلية جديدة مؤقتة حددها المرسوم الرئاسي رقم (66) لعام 2025، والذي نص على تشكيل اللجنة العليا من عشرة أعضاء برئاسة محمد طه الأحمد، لتتولى الإشراف الكامل على العملية الانتخابية.
إجراءات اللجنة العليا للانتخابات
منذ تشكيلها، أجرت اللجنة العليا جولات ميدانية في المحافظات، وعقدت لقاءات مع مختلف مكونات الشعب السوري للاستماع إلى مقترحاتهم حول النظام الانتخابي المؤقت، كما عملت على اختيار أعضاء اللجان الفرعية في كل دائرة بالتشاور مع الفعاليات المجتمعية، لتتولى الإشراف المباشر على العملية الانتخابية، مع تشكيل لجان طعون قضائية مستقلة في كل محافظة للنظر في الاعتراضات المتعلقة بنتائج الانتخابات.
شروط انتخاب أعضاء الهيئات الناخبة
تضمنت القوائم النهائية لأعضاء الهيئات الناخبة، التي صدرت في السادس والعشرين من سبتمبر، شروطًا رئيسية، منها ألا يكون العضو قد شغل مقعدًا في مجلس الشعب بعد عام 2011 إلا في حال إثبات انشقاقه، كما يجب ألا يكون من داعمي النظام السابق أو التنظيمات الإرهابية، مع مراعاة تمثيل الكفاءات بنسبة 70% والأعيان بنسبة 30%، مما يعكس تنوع المجتمع السوري ويضمن تمثيل المرأة.
مرحلة انتقالية جديدة في سوريا
تُعتبر انتخابات مجلس الشعب السوري الجديدة محطة مفصلية في مسار إعادة بناء المؤسسات التشريعية، حيث سيستمر المجلس لمدة سنتين ونصف قابلة للتمديد، ما يجعل هذه الانتخابات الأولى من نوعها منذ سقوط النظام السابق، وتُعد بداية مرحلة انتقالية جديدة تهدف إلى ترسيخ أسس الديمقراطية في سوريا.
التعليقات