تقرير يسلط الضوء على تأثير الإغلاق الحكومي في أمريكا على أسعار الذهب، حيث أدت النزاعات السياسية والاقتصادية إلى زيادة القلق بين المستثمرين، مما جعلهم يتجهون نحو الملاذات الآمنة مثل الذهب، وقد شهدت الأسعار ارتفاعاً ملحوظاً، حيث تجاوزت مستويات قياسية جديدة، ويعكس هذا الاتجاه تزايد الطلب على الذهب كأداة للتحوط في ظل الظروف الاقتصادية المتقلبة، كما أن استمرار عدم اليقين في الأوضاع المالية يعزز من جاذبية الذهب، مما يجعل المستثمرين يعيدون تقييم استثماراتهم في هذا المعدن الثمين، وبالتالي، من المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه في التأثير على الأسواق في الأسابيع القادمة، مما يجعل الذهب خياراً مفضلاً للكثير من المستثمرين.

ارتفاع أسعار الذهب في ظل عدم اليقين المالي

أفاد تقرير اقتصادي متخصص بأن حالة عدم اليقين المالي في واشنطن، وتزايد التوترات التجارية الدولية، واستمرار هشاشة الأوضاع الأمنية في مناطق النزاع، أسهمت في رفع علاوة المخاطر ودعمت أسعار الذهب لتبقى قريبة من مستوياتها القياسية، حيث أشار التقرير الصادر عن شركة “دار السبائك” الكويتية إلى أن أسعار الذهب واصلت ارتفاعها لمستويات قياسية جديدة، متأثرة بعملية إغلاق خدمات الحكومة الفيدرالية الأمريكية، مع استمرار عدم التوصل إلى اتفاق في الكونجرس حول التمويل الحكومي، وبالتالي ارتفعت العقود الآجلة للذهب بنسبة 1%، بما يعادل 41 دولارًا، ليصل إلى 3908 دولارات للأونصة، محققًا مكاسب أسبوعية بنسبة 2.6%، وسجل الإغلاق القياسي رقم 41 منذ مطلع عام 2025.

استمرار الاتجاه التصاعدي للذهب

واصل الذهب الاتجاه التصاعدي للأسبوع السابع على التوالي، مرتفعًا بنحو 48% منذ بداية العام، وذلك بفضل الطلب القوي على الملاذات الآمنة، في ظل أزمة الإغلاق الحكومي الأمريكي وتزايد توقعات خفض الفائدة، وذكر التقرير أن الإغلاق الحكومي الأمريكي أدى إلى تأجيل صدور بيانات اقتصادية مهمة، مثل تقرير الوظائف غير الزراعية لشهر سبتمبر، مما دفع المستثمرين للاعتماد على مؤشرات بديلة أظهرت تباطؤ النشاط الاقتصادي، حيث لوحظ تراجع في التوظيف في القطاع الخاص الأمريكي، واستقر مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات عند مستوى 50 نقطة، وهو الحد الفاصل بين النمو والانكماش.

تدفقات قياسية على صناديق الذهب

لفت التقرير إلى أن صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب شهدت تدفقات قياسية خلال سبتمبر الماضي، حيث سجل أكبر صندوق مؤشرات عالمي تدفقات يومية بلغت 19 طناً، لترتفع حيازاته الشهرية بمقدار 35 طناً، مما يعكس عودة الاهتمام المؤسسي بالمعدن الأصفر، رغم بقاء إجمالي الحيازات العالمية دون مستويات عام 2020، كما أن هذا الاتجاه الإيجابي امتد إلى باقي المعادن الثمينة، إذ تجاوزت الفضة مستوى 47 دولارًا للأونصة، محققة قمماً جديدة خلال الأسابيع الأخيرة، ومن المتوقع أن يستمر الإغلاق الحكومي الأمريكي في التأثير على الأسواق خلال الأسبوع الجاري، مع احتمال تعطيل صدور بيانات اقتصادية رئيسية مثل الميزان التجاري، وطلبات إعانة البطالة، وبيان الميزانية بعد تأجيل تقرير الوظائف لشهر سبتمبر.

أسعار الذهب في الكويت

فيما يتعلق بسوق الذهب في الكويت، أشار التقرير إلى تأثره بهذه المستجدات، حيث بلغ سعر جرام الذهب عيار 24 نحو 38.365 دينار كويتي، وسجل عيار 22 نحو 35.170 دينار كويتي، بينما سجلت الفضة نحو 530 دينارًا كويتيًا للكيلوجرام الواحد، مما يعكس تأثير الظروف الاقتصادية العالمية والمحلية على أسعار المعادن الثمينة، ويظهر أهمية متابعة هذه التطورات لضمان اتخاذ قرارات استثمارية سليمة.