شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا حيث تجاوزت 3900 دولار للأوقية للمرة الأولى في تاريخها وذلك نتيجة الإغلاق الحكومي المستمر في أمريكا الذي زاد من حالة عدم اليقين الاقتصادي والسياسي، وفي ظل هذه الظروف، يتجه المستثمرون نحو الملاذات الآمنة مثل الذهب، مما يعكس تزايد الطلب عليه، وبالإضافة إلى ذلك، تشير التوقعات إلى إمكانية خفض معدلات الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي، مما يعزز من جاذبية الذهب كاستثمار، كما أن المكاسب القياسية التي حققها الذهب خلال العام الجاري تعكس تفاعل الأسواق مع هذه التغيرات، مما يجعل مستقبل المعدن الأصفر أكثر إشراقًا في ظل الأوضاع الحالية.

ارتفاع قياسي لأسعار الذهب في الأسواق العالمية

شهدت أسعار الذهب خلال التعاملات الآسيوية، اليوم الاثنين، قفزة ملحوظة، حيث تجاوزت حاجز 3900 دولار للأوقية للمرة الأولى، ويعود هذا الارتفاع إلى تزايد الإقبال على الملاذات الآمنة، خاصة في ظل الإغلاق الجزئي للحكومة الأمريكية، إضافة إلى توقعات بخفض إضافي في معدلات الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي، مما يعكس حالة من القلق وعدم اليقين في الأسواق العالمية.

أسعار الذهب في الأسواق

ارتفع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 1.3% ليصل إلى 3938.91 دولارا للأوقية، بينما صعدت العقود الأمريكية الآجلة تسليم ديسمبر بنفس النسبة إلى 3961.90 دولارا، ويأتي هذا الارتفاع في ظل استمرار حالة عدم اليقين السياسي في واشنطن، حيث صرح مسؤول بارز في البيت الأبيض بأن الإدارة قد تلجأ إلى تسريح جماعي للموظفين الاتحاديين إذا لم تُفضِ المفاوضات مع الديمقراطيين إلى نتيجة ملموسة.

توقعات السوق وتأثيرات السياسة النقدية

في سياق السياسة النقدية، أكد عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي ستيفن ميران على ضرورة اتخاذ خطوات أكثر حدة في خفض معدلات الفائدة، مما يعكس تأثير السياسات الاقتصادية الحالية على النمو، ووفقاً لأداة “فيد ووتش” التابعة لمجموعة “سي إم إي”، يتوقع المستثمرون خفضاً إضافياً بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعي أكتوبر وديسمبر، مع احتمالات تقارب 95% و83% على التوالي، ويزداد الطلب على الذهب، الذي لا يدر عائداً، في أوقات التراجع الاقتصادي وانخفاض الفائدة، مما يفسر موجة الشراء الواسعة النطاق خلال العام الجاري.

الطلب العالمي على الذهب والمعادن الثمينة

حقق الذهب مكاسب تقدر بنحو 49% منذ مطلع 2025، بعد ارتفاع بلغ 27% في العام 2024، مدعوماً بمشتريات البنوك المركزية وزيادة الإقبال على صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالمعدن النفيس، بالإضافة إلى تراجع الدولار وتنامي المخاطر التجارية والجيوسياسية، وفي الأسواق العالمية، شهدت الهند – ثاني أكبر مستهلك للذهب – زيادة في الطلب خلال الأسبوع الماضي رغم الأسعار القياسية، وذلك بفعل موسم المهرجانات، في حين أغلقت الأسواق الصينية بسبب عطلة رسمية، وفيما يخص المعادن الثمينة الأخرى، استقرت الفضة في المعاملات الفورية عند 47.98 دولاراً للأوقية، وارتفع البلاتين بنسبة 0.5% مسجلاً 1613.15 دولاراً، بينما صعد البلاديوم بنسبة 0.2% إلى 1263 دولاراً.