ثورة الذكاء الاصطناعي أصبحت واقعًا يعيشه الكثيرون، حيث تشير الدراسات إلى أن حوالي 44 مهنة قد تكون مهددة بالزوال في ظل التقدم السريع للتكنولوجيا، من المحاسبة إلى الكتابة، تتأثر العديد من المجالات بشكل كبير، مما يثير قلق الكثيرين حول مستقبل وظائفهم، فهل وظيفتك في خطر؟ من الضروري الآن التفكير في كيفية التكيف مع هذه التغيرات والتوجه نحو مهارات جديدة تضمن لك الاستمرارية في سوق العمل المتغير بسرعة، لذا يجب أن نكون مستعدين لمواجهة هذه التحديات ونبحث عن فرص جديدة تتيح لنا الابتكار والنمو في عالم يهيمن عليه الذكاء الاصطناعي.
تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل
كشف تقرير حديث من “أوبن أيه آي”، المطورة لتقنية ChatGPT، أن الذكاء الاصطناعي قد يُحدث تحولًا كبيرًا في عالم الوظائف، حيث يُتوقع أن يحل محل 44 مهنة حول العالم في السنوات القادمة، مما يعكس عمق التحول الرقمي الذي يشهده سوق العمل، ويظهر كيف أن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا لا يتجزأ من بيئة العمل الحديثة، مما يستدعي من الجميع التفكير في كيفية التكيف مع هذا التغيير السريع.
استند التقرير إلى اختبار متقدم يحمل اسم GDPval، والذي صُمم لقياس أداء الذكاء الاصطناعي مقارنة بالخبراء البشريين في تسعة قطاعات اقتصادية رئيسية في الولايات المتحدة، حيث تم تقييم أداء المهام المهنية من قبل مختصين بشريين دون معرفة ما إذا كان المنفذ إنسانًا أم آلة، مما يعكس دقة الاختبار وموضوعيته، وقد أظهرت النتائج تفوق بعض نماذج الذكاء الاصطناعي بشكل واضح، حيث حقق نموذج Claude Opus 4.1 متوسط تفوق بلغ 47.6% على أداء الخبراء، بينما جاء نموذج GPT5-high من OpenAI بنسبة 38.8% من حالات الفوز أو التعادل مع المتخصصين.
القطاعات الأكثر تأثراً بتطور الذكاء الاصطناعي
تظهر النتائج أن القطاعات الأكثر تأثرًا تشمل تجارة التجزئة، حيث تفوق الذكاء الاصطناعي على العاملين فيه بنسبة 56%، تليها التجارة بالجملة بنسبة 53%، ثم الوظائف الحكومية مثل مسؤولي الالتزام والأخصائيين الاجتماعيين بنسبة 52%، في حين كان قطاع الإعلام والمعلومات الأقل تأثرًا، حيث لم تتجاوز نسبة تفوق الذكاء الاصطناعي فيه 39%، مما يشير إلى أن بعض المهن التقليدية تحتاج إلى المزيد من الوقت للتكيف مع التطورات التكنولوجية.
قائمة المهن الـ44 الأكثر عرضة للاستبدال تشمل مجموعة متنوعة من الوظائف، مثل موظفي الإيجار والاستقبال بنسبة 81%، ومدراء المبيعات بنسبة 79%، وموظفي الشحن والاستلام والجرد بنسبة 76%، وهذه الأرقام تعكس التحديات التي تواجهها بعض المهن في ظل التقدم السريع للذكاء الاصطناعي، مما يستدعي التفكير في كيفية تطوير المهارات الشخصية لضمان التنافسية في سوق العمل.
الفوارق بين النماذج وتطور الذكاء الاصطناعي
أوضح التقرير أن هناك فوارق واضحة في أداء النماذج المختلفة للذكاء الاصطناعي، حيث تفوق نموذج Claude Opus 4.1 في إنتاج التصاميم، بينما تميز GPT5-high بالدقة والتحليل العميق، مما يعكس السرعة اللافتة التي يتطور بها الذكاء الاصطناعي، ومدى اقترابه من أداء الإنسان في المهام الاحترافية، وهذا قد يعيد تشكيل وظائف كاملة في المستقبل القريب، مما يتطلب من الأفراد التحضير لهذا المستقبل الجديد.
وفي تصريحات إعلامية، أعرب سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـOpenAI، عن قلقه من التأثير المحتمل على الوظائف، مشيرًا إلى أن الكثير من خدمات دعم العملاء قد تصبح مسؤولية الذكاء الاصطناعي بالكامل، ومع ذلك، أكدت الشركة أن الهدف من هذه الأبحاث ليس التنبؤ بفقدان البشر لوظائفهم، بل فهم كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون أداة دعم ومساندة للمهنيين في أداء أعمالهم اليومية، مما يفتح آفاق جديدة للتعاون بين الإنسان والآلة.
التعليقات