توقعات ارتفاع سعر الذهب إلى 7000 دولار بنهاية عهد ترامب تثير الكثير من التساؤلات حول مستقبل الاقتصاد العالمي ومدى منطقية هذه الرؤية في ظل الظروف الحالية حيث يشير العديد من الخبراء إلى أن هذا الرقم يبدو بعيدًا عن الواقع خاصة مع التقلبات الاقتصادية والجيوسياسية التي نواجهها اليوم فارتفاع مستويات الدين العالمي وتراجع قدرة البنوك المركزية على التحكم في أسعار الفائدة قد يؤديان إلى زخم صعودي في أسعار الذهب ولكن لا يمكننا تجاهل العوامل الأخرى مثل الحروب والأزمات التي قد تؤثر على السوق بشكل جذري كما أن الذهب يعد ملاذًا آمنًا في أوقات الأزمات مما يزيد من الطلب عليه لكن التنبؤ بأسعاره على المدى الطويل يظل مسألة معقدة ومليئة بالمخاطر لذا فإن التفكير في إمكانية وصوله إلى 7000 دولار يتطلب تحليلات دقيقة ومراجعات مستمرة للواقع الاقتصادي العالمي.

أطلق المستثمر الأمريكي فرانك هولمز، الرئيس التنفيذي لشركة U.S. Global Investors، توقعًا مثيرًا للجدل حول إمكانية وصول سعر الذهب إلى 7000 دولار للأوقية بحلول عام 2029، حيث استند في توقعاته إلى ارتفاع مستويات الدين العالمي وتراجع قدرة البنوك المركزية على رفع أسعار الفائدة دون التأثير سلبًا على النمو الاقتصادي، ومع ذلك، وصف خبراء الذهب هذا التوقع بأنه مبالغ فيه ويفتقر إلى الأسس الاقتصادية الواقعية، خاصة في ظل التقلبات العالمية السريعة التي تجعل من الصعب التنبؤ بأسعار الذهب على المدى البعيد.

زخم صعودي في أسعار الذهب

يتداول الذهب حاليًا عالميًا عند مستويات تقارب 3941 دولارًا للأوقية، وهو ارتفاع ملحوظ مقارنة ببداية العام حينما سجل السعر حوالي 2600 دولار، ويعكس هذا الزخم الصعودي تراجع الدولار وزيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن وسط تصاعد التوترات الاقتصادية والجيوسياسية، حيث يسعى المستثمرون لحماية أموالهم في أوقات عدم اليقين.

توقعات غير واقعية حول مستقبل الذهب

أعرب لطفي منيب، نائب رئيس شعبة الذهب والمجوهرات بالاتحاد العام للغرف التجارية، عن عدم واقعية الحديث عن وصول الذهب إلى 7000 دولار خلال السنوات الأربع أو الخمس القادمة، مشيرًا إلى أن مثل هذه التوقعات لا تأخذ في الاعتبار العوامل المتغيرة مثل الحروب والأزمات الاقتصادية، وأكد أن جائحة كورونا قد غيرت موازين الأسواق العالمية، مما يجعل بناء توقعات دقيقة في الوقت الحالي أمرًا صعبًا، كما أشار إلى أن سعر 7000 دولار للأوقية قد يعني وجود أزمات اقتصادية عنيفة، وأوضح أن المشهد العالمي للذهب يظل ضبابيًا، حيث تبقى العلاقة العكسية بين الذهب والدولار قائمة، فكلما ارتفع أحدهما، غالبًا ما يتراجع الآخر.

في سياق مشابه، اتفق نادي نجيب، سكرتير عام شعبة الذهب السابق، مع الرأي السابق، واصفًا توقعات وصول الذهب إلى 7000 دولار بأنها بعيدة تمامًا عن الواقع، حيث يتأثر سعر الذهب بعوامل متعددة مثل أسعار النفط والنزاعات العالمية، مما يجعل التنبؤ بأسعاره على المدى الطويل شبه مستحيل، وأشار إلى أن السوق المصري يتأثر بشكل مباشر بتحركات السعر العالمي، وأن تراجع الدولار أمام الجنيه قد يخفف من الارتفاعات محليًا، لكنه لن يمنعها تمامًا، خاصة في ظل انفتاح السوق المصري على الأسواق العالمية، كما أكد على أن الاتجاه نحو الذهب قد يستمر على المدى القريب بسبب خفض الفائدة في بعض الاقتصادات الكبرى، مما يدفع المستثمرين للابتعاد عن الأدوات المالية واللجوء إلى الذهب كخيار أكثر أمانًا.