تشهد صناعة السيارات الأوروبية تراجعًا ملحوظًا في ظل المنافسة الشرسة من الشركات الصينية التي تهيمن على سوق السيارات الكهربائية مما أدى إلى إغلاق بعض المصانع في أوروبا وتسريح العديد من العمال حيث أعلنت شركة فولكس فاجن عن خطط لإغلاق ثلاثة مصانع في ألمانيا بينما تسعى شركات أخرى مثل ستيلانتس وفورد إلى تقليص الإنتاج وتقليل عدد الموظفين نتيجة انخفاض الطلب على السيارات التقليدية وزيادة الإقبال على السيارات الكهربائية الصينية التي أصبحت الخيار المفضل للكثير من المستهلكين مما يضع علامات استفهام حول مستقبل الصناعة الأوروبية ويزيد من القلق بشأن تحقيق الأهداف الطموحة للاتحاد الأوروبي في مجال الاستدامة والانتقال إلى سيارات كهربائية بشكل كامل بحلول عام 2035.
تواجه صناعة السيارات في أوروبا تحديات جسيمة، حيث أعلنت مجموعة من الشركات عن خطط لإغلاق مصانعها وتسريح العمال، ومن أبرز هذه الشركات شركة فولكس فاجن، التي تعتزم إغلاق ثلاثة من مصانعها في ألمانيا، إلى جانب تخفيض الأجور بنسبة تصل إلى 10%، مما أدى إلى تنظيم إضرابات من قبل العمال. في مدينة تورينو، يعد مصنع ميرافوري للسيارات آخر مصنع متبقٍ في المدينة، التي تعتبر معقل صناعة السيارات الإيطالية، ويأتي هذا التوجه نتيجة لانخفاض الطلب واشتداد المنافسة، خصوصًا مع صعود الشركات الصينية في مجال السيارات الكهربائية.
أزمة صناعة السيارات الأوروبية
أشارت التقارير إلى أن شركة ستيلانتس أعلنت عن إغلاق مصنع سيارات فوكسهول في بلدة لوتون البريطانية بحلول أبريل 2025، مما يعني إلغاء خطط سابقة لإنتاج شاحنات كهربائية في هذا المصنع. كما نوهت أستاذة الاقتصاد السياسي في جامعة كامبريدج، هيلين تومسون، إلى أن شركات مثل فورد ونيسان تعاني من تخفيضات في الوظائف والإنتاج، حيث أعلنت نيسان عن خسارة 9 آلاف وظيفة، في حين يتوقع مسؤولوها أن يكون لديهم 12 إلى 14 شهرًا للتغلب على الأزمة. في هذا السياق، فإن الانخفاض الكبير في مبيعات السيارات في ألمانيا، والذي بلغ 28%، يعكس الوضع الصعب الذي تواجهه الصناعة.
التحديات المستقبلية أمام صناعة السيارات
تستحوذ الصين على أكبر سوق للسيارات الكهربائية في العالم، حيث سجلت مبيعاتها زيادة بنسبة 25% في النصف الأول من عام 2024، مما يزيد من الضغط على الشركات الأوروبية. يبدو أن التوجه نحو الكهربة في النقل البري في أوروبا لا يسهم في تعزيز التصنيع المحلي كما كان متوقعًا، بل يسهم في تسريع زواله. بالرغم من محاولات الحكومات لتعزيز مبيعات السيارات الكهربائية عبر تقديم مكافآت، فإن المنافسة الشديدة من الشركات الصينية لا تزال تعيق هذه الجهود. ويشير التقرير إلى أن هناك حاجة ملحة لتدخلات من الاتحاد الأوروبي لمواجهة هذه التحديات الكبيرة، خصوصًا مع تراجع تسجيل السيارات الجديدة في ألمانيا وبقية دول الاتحاد الأوروبي.
التعليقات