تتجه الأنظار مجددًا إلى قمة جديدة في آسيا الوسطى حيث يسعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتثبيت أقدام الدب الروسي في منطقة استراتيجية تشهد تحولات سياسية واقتصادية مهمة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي فهذه القمة تمثل فرصة لتعزيز العلاقات مع الدول المجاورة وتعزيز النفوذ الروسي في مواجهة القوى العالمية الأخرى مما يعكس أهمية آسيا الوسطى في السياسة الدولية الحديثة وتحديات الأمن والطاقة المتزايدة في المنطقة حيث يعمل بوتين على إعادة إحياء الروابط التاريخية والثقافية مع هذه الدول لتحقيق استقرار طويل الأمد وتعزيز التعاون في مختلف المجالات مثل التجارة والأمن والتنمية المستدامة.

قمة بوتين في آسيا الوسطى: تعزيز النفوذ الروسي في مواجهة التحديات الجديدة

يتوجه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى آسيا الوسطى لعقد قمة مهمة مع قادة الدول الغنية بالموارد، حيث يواجه النفوذ التقليدي تهديدات متزايدة، تستضيف دوشانبي هذه القمة التي تجمع بين روسيا والجمهوريات السوفياتية السابقة في آسيا الوسطى مثل كازاخستان وقرغيزستان وأوزبكستان وطاجيكستان وتركمانستان، وهذه هي القمة الثانية من نوعها منذ انهيار الاتحاد السوفياتي في عام 1991، تأتي هذه القمة في وقت تتقارب فيه علاقات هذه الدول مع الصين وتحتفظ بعلاقات جيدة مع الغرب، مما يجعل النفوذ الروسي في خطر.

خلال القمة السابقة في عام 2022، أبدى بوتين قلقه من “المحاولات الخارجية لعرقلة تطوير التكامل بين روسيا وآسيا الوسطى”، مشيراً إلى الروابط التاريخية العميقة التي تجمع بين هذه الدول، لطالما اعتبرت القوى الغربية منطقة آسيا الوسطى هامشية تحت السيطرة الروسية منذ منتصف القرن التاسع عشر، ولكن بعد بدء الحرب في أوكرانيا في فبراير 2022، أصبحت آسيا الوسطى مسرحًا لنشاط دبلوماسي غير مسبوق، حيث استضافت قمتين هذا العام مع الاتحاد الأوروبي والصين، بالإضافة إلى قمة مع تركيا العام الماضي.

تعتبر آسيا الوسطى، التي تعادل تقريبًا مساحة الاتحاد الأوروبي، منطقة غنية بالموارد ولكنها تفتقر إلى الموانئ البحرية، وتحاول استعادة دورها كمركز تجاري تاريخي، وقد بدأت الصين بالتوسع في المنطقة منذ إطلاق “مبادرة الحزام والطريق” عام 2013، ويتفق الباحث إيليا لوماكين على أن الصراع الحالي هو “النسخة الأحدث من اللعبة الكبرى الجديدة لآسيا الوسطى”، حيث تتنافس روسيا والصين والاتحاد الأوروبي على النفوذ، في حين تسعى روسيا للحفاظ على وجودها من خلال اتفاقيات الطاقة، ومع ذلك، تواجه موسكو تحديات اقتصادية كبيرة، مما يزيد من تعقيد الوضع.