في ظل الضبابية العالمية المتزايدة، يواصل الذهب تحقيق قمة تاريخية جديدة، حيث يعتبر ملاذاً آمناً للمستثمرين الذين يسعون للحفاظ على ثرواتهم في أوقات الأزمات الاقتصادية والسياسية، ومع تزايد المخاوف من التضخم والتوترات الجيوسياسية، يرتفع الطلب على الذهب بشكل ملحوظ، مما يعزز قيمته ويجعل الكثيرين يتساءلون عن مستقبل السوق وكيف سيؤثر ذلك على الاستثمارات في المعادن الثمينة، ومع استمرار التقلبات، يبدو أن الذهب سيظل في بؤرة اهتمام المستثمرين في جميع أنحاء العالم.

قفزة تاريخية في أسعار الذهب

شهدت أسعار الذهب اليوم الأربعاء ارتفاعًا ملحوظًا، حيث تجاوزت لأول مرة في التاريخ حاجز 4000 دولار للأوقية، وذلك بسبب تزايد الضبابية الجيوسياسية والاقتصادية على مستوى العالم، بالإضافة إلى توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية، مما أدى إلى زيادة الإقبال على المعدن الأصفر كملاذ آمن للمستثمرين، في المعاملات الفورية، ارتفع الذهب بنسبة 1.5% ليصل إلى 4041.71 دولار للأوقية بحلول الساعة 14:09 بتوقيت غرينتش، كما صعدت العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنفس النسبة إلى 4063.70 دولار للأوقية، يعتبر الذهب تقليديًا مخزنًا آمنًا للقيمة في أوقات عدم الاستقرار.

أسباب ارتفاع أسعار الذهب

هذا الأداء الاستثنائي للذهب جاء مدعومًا بعدة عوامل، منها توقعات خفض الفائدة الأمريكية، واستمرار الضبابية السياسية والاقتصادية، فضلًا عن عمليات شراء واسعة من قبل البنوك المركزية، وزيادة التدفقات الاستثمارية إلى صناديق الذهب المتداولة، بالإضافة إلى ضعف الدولار الأمريكي، قال ماثيو بيجوت، مدير قسم الذهب والفضة في شركة ميتالز فوكاس: “قوة الذهب تعكس مزيجًا نادرًا من العوامل الإيجابية، تشمل المخاطر الجيوسياسية، وضعف الثقة في الملاذات التقليدية الأخرى، والقلق المتزايد من تباطؤ الاقتصاد العالمي”، وأشار إلى أنه مع استمرار هذه الأوضاع حتى عام 2026، من المحتمل أن يواصل الذهب صعوده نحو تجاوز مستوى 5000 دولار للأوقية خلال العام المقبل.

تأثير الأزمات العالمية على الذهب

تواصل الأزمات العالمية تعزيز الطلب على الذهب، حيث تصاعد الصراع في الشرق الأوسط واستمرت الحرب في أوكرانيا، كما أن الاضطرابات السياسية في فرنسا واليابان قد زادت من ميل المستثمرين إلى التحوط بالمعدن النفيس، وامتد الزخم إلى بقية المعادن الثمينة، إذ ارتفع البلاتين بنسبة 3.1% ليصل إلى 1668.28 دولارًا للأوقية، بينما قفز البلاديوم بنسبة 6.5% إلى 1425.05 دولارًا للأوقية، في ظل هذه الظروف، يبدو أن الذهب سيظل الخيار المفضل للمستثمرين الباحثين عن الأمان في أوقات عدم اليقين.