تاريخ الدوري المصري لكرة القدم مليء بالتجارب والمدارس الأوروبية التي أثرت بشكل كبير على مستوى اللعبة ومن بين هذه المدارس تبرز المدرسة البرتغالية التي قدمت العديد من المدربين الناجحين مثل مانويل جوزيه الذي قاد الأهلي لتحقيق إنجازات تاريخية وأيضًا جيسوالدو فيريرا الذي أعاد الزمالك إلى منصات التتويج من خلال أسلوبه الهجومي المنظم بينما كانت المدارس الأخرى مثل الألمانية والإسبانية تسعى لتقديم أساليب لعب متنوعة تركز على القوة البدنية أو الاستحواذ مما جعل الدوري المصري وجهة مثالية لتبادل الثقافات الكروية وتطوير الأداء الفني للفرق المحلية وتبقى المدرسة البرتغالية هي الأبرز بفضل إنجازاتها ونجاحاتها المميزة عبر التاريخ.
تأثير المدارس الكروية الأوروبية على الدوري المصري
لم يقتصر الدوري المصري على استقطاب المواهب المحلية أو الإفريقية فقط، بل كان دائمًا وجهة مميزة لمدربين ولاعبين من مدارس كروية أوروبية، حيث تركوا بصماتهم الواضحة وأسهموا في تطوير فكر اللعب، وأحيانًا في تغيير شكل المنافسة، لذا فإن تأثير هذه المدارس يتجاوز حدود الملعب ليشمل الثقافة الكروية بشكل عام.
المدرسة البرتغالية: الإدارة الهادئة والهجوم المتوازن
تعتبر المدرسة البرتغالية واحدة من أنجح المدارس التي أثرت في الدوري المصري، حيث يُعد مانويل جوزيه، المدرب الأيقوني للنادي الأهلي، مثالاً حيًا على ذلك، فقد قاد الأهلي لتحقيق إنجازات غير مسبوقة محليًا وإفريقيًا، ويحتفظ برقم قياسي كأكثر المدربين تتويجًا بالبطولات مع المارد الأحمر، حيث حقق 21 بطولة، بالإضافة إلى جيسوالدو فيريرا الذي قدّم كرة هجومية منظمة، وأعاد الزمالك لمنصات التتويج في موسمي 2014-2015 و2021-2022.
المدرسة الألمانية: القوة البدنية والضغط العالي
تُعتبر المدرسة الألمانية من أوائل المدارس التي أدخلت مفهوم الضغط البدني والانضباط التكتيكي في الدوري المصري، حيث قاد هولمان الأهلي في منتصف التسعينيات وحقق معه العديد من البطولات المحلية، ورغم تجربته القصيرة مع الزمالك إلا أنه ترك بصمة واضحة، وكذلك تسوبيل الذي حقق نجاحات كبيرة مع الأهلي، مما جعله يعود لمصر عدة مرات، آخرها مع الجونة.
مدارس كروية أخرى: تنوع الأساليب والتكتيكات
تتعدد المدارس الكروية الأخرى التي أثرت في الدوري المصري، مثل المدرسة الفرنسية التي قدمت أسلوبًا متوازنًا بين الدفاع والهجوم، حيث قاد باتريس كارتيرون الزمالك لتحقيق بطولات قارية، بينما اعتمد ديديه جوميز على تنظيم وسط الملعب واللياقة العالية. أما المدرسة الإسبانية، فقد عُرفت بفلسفة الاستحواذ والتيكي تاكا، حيث حاول خوان كارلوس جاريدو تطبيق هذه الأساليب مع الأهلي وحقق الفوز بالكونفيدرالية في 2014. وعلى الرغم من قلة حضور المدربين الإيطاليين، إلا أن فلسفتهم الدفاعية ظهرت مع إنريكو فابري، بينما اعتمد ميتشو ونيبوشا من المدرسة الصربية على اللعب المباشر والتحولات السريعة.
تُظهر هذه المدارس الأوروبية كيف ساهمت في تشكيل هوية الدوري المصري، حيث تميزت المدرسة البرتغالية بالنجاحات الكبيرة، بينما قدمت المدارس الأخرى أساليب متنوعة ساهمت في تعزيز المنافسة ورفع مستوى الأداء.
التعليقات