في ظل الأزمات العالمية الحالية يتساءل الكثيرون بين الذهب والدولار أيهما الخيار الأفضل للاستثمار حيث تشهد الأسواق تقلبات كبيرة تؤثر على استقرار العملات والأسعار فبينما يعتبر الذهب ملاذاً آمناً للمستثمرين فإن الدولار يعاني من ضغوطات اقتصادية ونقدية قد تؤثر على قيمته في المستقبل فعندما يتراجع الدولار تزداد جاذبية الذهب كاستثمار آمن مما يجعل الكثير من المستثمرين يتجهون نحو المعدن النفيس الذي أثبت قدرته على الحفاظ على القيمة وسط الأزمات فالطلب على الذهب يتزايد في هذه الأوقات الصعبة مما يعكس تفضيل المستثمرين له كخيار استثماري أكثر أماناً بينما يظل الدولار في حالة عدم استقرار وقد يكون استثمار الذهب الخيار الأفضل لتحقيق عوائد جيدة في ظل الظروف الراهنة.
الذهب كملاذ آمن في ظل الأزمات العالمية
أكد خبراء اقتصاديون ومصرفيون أن التوترات السياسية والاقتصادية الحالية تعزز الطلب على المعدن النفيس، حيث يُعتبر الذهب الملاذ الآمن الوحيد في عالم مضطرب، خاصة مع تراجع الدولار الأمريكي وتفاقم أزمة الدين في الولايات المتحدة، حيث شهدت العملة الأمريكية تراجعًا مؤخرًا، قبل أن تستعيد بعض قوتها، في وقت يتجه فيه المستثمرون والحكومات لإعادة تقييم أصولهم المقومة بالذهب، وقد سجل الذهب العالمي أعلى مستوى له تاريخيًا عند 4044 دولارًا للأوقية، قبل أن ينخفض قليلاً بسبب زيادة الإقبال على الملاذات الآمنة وتوقعات خفض الفائدة الأمريكية.
تأثير الذهب على السوق المصرية
في مصر، اقترب سعر جرام الذهب عيار 21 من 5400 جنيه، متأثراً بالصعود العالمي وزيادة الطلب المحلي على المعدن النفيس، وقد أشار لطفي منيب، نائب رئيس شعبة الذهب والمجوهرات بالاتحاد العام للغرف التجارية، إلى أن الذهب قد تجاوز جميع مستويات المقاومة التاريخية، وأصبح يتداول في نطاق مفتوح دون سقف واضح للأسعار، موضحًا أن الولايات المتحدة، التي تمتلك أكبر احتياطي ذهب في العالم، قد تستفيد من تراجع الدولار أكثر مما تتضرر، حيث أن أي إعادة تقييم للاحتياطي قد تؤدي إلى تقليص الدين العام الأمريكي بشكل كبير، كما أن اجتماع الفيدرالي الأمريكي المقبل قد يكون نقطة فاصلة، إذ أن أي خفض للفائدة سيؤدي إلى طفرة جديدة في أسعار الذهب عالميًا.
الدولار يفقد جاذبيته
تحدثت سهر الدماطي، الخبيرة المصرفية ونائبة رئيس بنك مصر الأسبق، عن أن الذهب سيظل الخيار الأفضل للمستثمرين في الفترة المقبلة، رغم أنه لا يدر عائدًا مباشرًا، حيث أن الدولار لم يعد يحتفظ باستقراره السابق، وأوضحت أن الاحتفاظ بالدولار مقبول، لكن الأفضل هو توجيه الاستثمارات نحو الذهب أو الفرنك السويسري، مشيرة إلى أن الاقتصاد الأمريكي يعاني من دين عام يتجاوز 37 تريليون دولار، مما يعكس حالة من عدم الاستقرار، وأكدت أن القرار الاستثماري يجب أن يعتمد على تنويع المحفظة المالية، مع ضرورة تجنب الدخول المباشر إلى البورصة دون إدارة مهنية قادرة على تقييم المخاطر والعوائد.
تداخل الأزمات وتأثيرها على السوق
قال محمود نجلة، المدير التنفيذي لأسواق النقد والدخل الثابت في شركة الأهلي لإدارة الاستثمارات المالية، إن الفترة الحالية تشهد تداخلاً نادرًا بين الأزمات السياسية والاقتصادية، مما يجعل الذهب المستفيد الأكبر، وأوضح أن هذه المرحلة تختلف عن الأزمات السابقة، حيث تتجمع الضغوط الاقتصادية والتوترات السياسية في وقت واحد، مما يعزز مكانة الذهب كملاذ طبيعي للمستثمرين، وأشار إلى أن التدخلات في السياسة النقدية من الإدارة الأمريكية تمثل خطرًا أكبر من الإغلاق الحكومي، حيث تضعف ثقة الأسواق في العملة الأمريكية، مما يدفع المستثمرين نحو أصول أكثر أمانًا، لذا يظل الذهب الخيار الأذكى للمستثمر المصري في المرحلة الحالية.
التعليقات