في غزة، يسود صباح الهدوء الحذر قبل الهدنة، حيث تتعالى أصوات الطيور في سماء المدينة بينما يتنفس السكان الصعداء في انتظار ما ستجلبه الساعات القادمة من تطورات، الشوارع شبه فارغة ولكنها تحمل في طياتها آمالًا جديدة، والأطفال يتطلعون إلى يومٍ بلا قلق أو خوف، بينما تتجمع العائلات حول الموائد لتحضير الفطور، ترقبًا لفرصة السلام التي قد تأتي بعد فترة طويلة من التوتر، ومع كل دقيقة تمر، تتعزز الأماني بأن هذا الهدوء قد يكون بداية لمرحلة جديدة من الاستقرار في غزة، حيث يمكن للجميع أن يعيشوا بسلام بعيدًا عن الصراعات والمآسي التي عانوها في الماضي القريب.

غزة: صعود الأمل في زمن الحرب

في صباح هادئ من صيف غزة، بدأت المدينة تستيقظ على آمال جديدة، رغم أن الهدنة لم تدخل حيز التنفيذ بعد، إلا أن نسائم الأمل بدأت تهب على القطاع المدمر، حيث يعاني سكانه من آلام تفوق كل وصف، لم ينتظر هؤلاء طويلاً للاحتفال بفرصة استعادة أيامهم الهادئة التي غابت طويلاً، إذ أعلن فجر الجمعة عن المرحلة الأولى من خطة السلام التي اقترحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي تحمل في طياتها وعدًا بتغيير واقعهم المؤلم.

تتضمن المرحلة الأولى من هذه الخطة إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين في القطاع، سواء أحياءً أو أمواتًا، بالإضافة إلى الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين ووقف إطلاق النار، مما يعكس خطوة مهمة نحو إنهاء الحرب المستمرة منذ عامين، وقد أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن موافقة الحكومة على هذا الإطار، مما يفتح الأبواب أمام أمل جديد في إنهاء النزاع المرير الذي أسفر عن فقدان العديد من الأرواح وترك كارثة إنسانية في القطاع.

خطوات نحو السلام

بعد 24 ساعة من المصادقة على الاتفاق، ستبدأ حماس بإطلاق سراح الرهائن، مما يمنح الإسرائيليين أملاً كبيرًا بعد سنتين من الانتظار والقلق، بينما أكد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أن هذا الإجراء يجب أن يضع حدًا للحرب، ورغم وجود معارضة من بعض الوزراء الإسرائيليين، فإن هناك شعورًا عامًا بأن هذه الخطوة تمثل نقطة تحول مهمة في مسار الأحداث، حيث جرت مفاوضات غير مباشرة في مصر بين جميع الأطراف المعنية، وشارك فيها وسطاء أمريكيون ومصريون.

في واشنطن، أعلن مسؤولون أمريكيون عن إرسال فريق مكون من 200 عسكري للإشراف على تنفيذ الاتفاق، مما يعكس التزام الولايات المتحدة بدعم هذه العملية، حيث سيتولى هؤلاء الجنود مهمة المراقبة والتأكد من عدم وجود انتهاكات، مما يعزز من الثقة بين الأطراف المعنية، ويعكس رغبة في تحقيق استقرار دائم في المنطقة.

فرحة في الشوارع

منذ الساعات الأولى لفجر الخميس، تجمع الشباب الفلسطينيون في خان يونس، حيث غنوا ورقصوا احتفالًا بتوصلهم إلى اتفاق ينهي المعاناة المستمرة، وعلى الجانب الآخر، احتفل الآلاف في تل أبيب بآمال عودة الرهائن، حيث كانت الأجواء تعكس فرحة مختلطة بالألم والأمل، ورغم الجراح التي خلفتها الحرب، إلا أن الجميع يتطلع إلى غدٍ أفضل، حيث يأمل الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن تسود روح السلام والأمن بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مما يجعل هذا الاتفاق يومًا تاريخيًا في مسيرة السلام.