مع تصاعد التوترات الاقتصادية العالمية بعد تهديد ترامب بزيادة الرسوم الجمركية على الصين شهدت الأسواق المالية تقلبات ملحوظة حيث ارتفعت أسعار الذهب بشكل كبير متجاوزة حاجز 4000 دولار للأونصة مما جعلها ملاذاً آمناً للمستثمرين في ظل عدم اليقين الذي يحيط بالأسواق كما تراجعت الأسهم بشكل ملحوظ مع انخفاض مؤشر الأسهم الأوروبية بنسبة 1.2% مما يعكس القلق المتزايد حول تأثير الحرب التجارية على النمو الاقتصادي العالمي ومع تزايد المخاطر الجيوسياسية وارتفاع الطلب على الذهب من قبل البنوك المركزية أصبح من الواضح أن المستثمرين يبحثون عن حماية أصولهم في أوقات الأزمات مما يعزز من مكانة الذهب كأحد المعادن الثمينة الأكثر استقراراً في الأسواق العالمية.

ترامب يهدد بزيادة الرسوم الجمركية على الواردات الصينية

في تصريح مثير، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الجمعة، أن الولايات المتحدة تدرس إمكانية زيادة كبيرة في الرسوم الجمركية على الواردات الصينية، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الذهب لتتجاوز مجددًا حاجز 4000 دولار للأونصة. وقد جاء هذا الإعلان عبر منشور له على منصة “تروث سوشيال”، حيث أشار ترامب إلى عدم وجود سبب للاجتماع مع نظيره الصيني شي جينبينغ كما كان مخططًا، مؤكدًا أن الصين ترسل إشارات للدول العالمية بشأن فرض ضوابط على صادرات المعادن الأرضية النادرة، وهو ما قد يؤدي إلى تعطيل الأسواق.

تأثير تصريحات ترامب على أسعار الذهب

مع تهديد ترامب بزيادة الرسوم، شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا، حيث تجاوزت 4000 دولار للأونصة، محققة مكاسب للأسبوع الثامن على التوالي. في المعاملات الفورية، ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 0.8% لتصل إلى 4007.39 دولار، بينما صعدت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة 1.3% إلى 4024.40 دولار. يُعتبر الذهب ملاذًا آمنًا في أوقات عدم اليقين، وقد سجل مستوى قياسيًا بلغ 4059.05 دولار يوم الأربعاء، مما يعكس تزايد الطلب في الأسواق العالمية.

العوامل المؤثرة في الطلب على الذهب

تتعدد العوامل التي ساهمت في ارتفاع أسعار الذهب، منها تزايد المخاطر الجيوسياسية وزيادة شراء البنوك المركزية للذهب، بالإضافة إلى تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة. كما أشار تاجر المعادن “تاي وونغ” إلى تراجع الأسهم بنسبة 1% بعد منشور ترامب، مما ساهم في دفع الذهب لتجاوز المستوى النفسي 4000 دولار. من جهة أخرى، شهد مؤشر الدولار انخفاضًا بنسبة 0.6%، مما جعل الذهب المقوم بالعملة الأميركية أرخص بالنسبة لحاملي العملات الأخرى، وهو ما ساهم في تعزيز الطلب على المعادن الثمينة مثل الفضة، التي ارتفعت بنسبة 2.2% لتصل إلى 50.21 دولار للأونصة.

تراجع الأسهم الأوروبية وسط القلق التجاري

على صعيد آخر، شهدت الأسهم الأوروبية تراجعًا ملحوظًا، حيث فقدت مكاسبها الأسبوعية نتيجة القلق المتجدد حول الحرب التجارية بعد تهديدات ترامب. أغلق المؤشر ستوكس 600 الأوروبي منخفضًا بنسبة 1.2%، مسجلًا أسوأ انخفاض يومي له منذ أكثر من شهر. كما تراجعت أسهم قطاع السيارات الأوروبية بنسبة تزيد عن 9% خلال الأسبوع، مما أثر سلبًا على السوق. في الوقت نفسه، كان التركيز أيضًا على الوضع في فرنسا، حيث سارع الرئيس إيمانويل ماكرون لتعيين رئيس وزراء جديد في ظل تحذيرات البنك المركزي من آثار الجمود السياسي على النمو، مما دفع المستثمرين للبحث عن ملاذات آمنة.