بعد تصريحات ترامب حول إمكانية هبوط أسعار النفط إلى أقل من دولارين للبرميل، أثارت هذه التصريحات جدلًا كبيرًا بين خبراء النفط والطاقة الذين أكدوا أن هذا الرقم بعيد عن الواقع تمامًا في ظل ارتفاع تكاليف الإنتاج العالمية، حيث أشاروا إلى أن تكلفة إنتاج النفط تتجاوز بكثير هذا السعر، مما يجعل من المستحيل تحقيقه، كما أن مثل هذه الأرقام لا تعكس حركة السوق الفعلية التي تعتمد على قوى العرض والطلب، بالإضافة إلى أن تصريحات ترامب قد تكون لها أبعاد سياسية تهدف إلى الضغط على الدول المنتجة للنفط، مما يثير تساؤلات حول تأثيرها على السوق العالمية، لذا فإن الحديث عن أسعار نفط بهذا المستوى يعتبر عبثيًا وغير منطقي في ظل المعطيات الاقتصادية الحالية.

تصريحات ترامب حول أسعار النفط: هل هي واقعية؟

تحدث عدد من خبراء البترول والطاقة عن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي أشار فيها إلى إمكانية تراجع أسعار النفط إلى أقل من دولارين للبرميل، حيث وصفوا هذه التصريحات بأنها غير واقعية وغير مدعومة بأي معطيات اقتصادية، بل اعتبروها عبثية في ظل ارتفاع تكاليف الإنتاج عالميًا، وأكدوا أن الهدف من هذه التصريحات قد يكون سياسيًا أكثر من كونه اقتصاديًا.

تكاليف الإنتاج: عائق أمام الأسعار المنخفضة

أوضح مدحت يوسف، نائب رئيس هيئة البترول الأسبق، أن تكلفة إنتاج النفط تتجاوز بكثير الرقم الذي ذكره ترامب، حيث إن إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة يتطلب نحو 55 دولارًا للبرميل، مما يجعل من المستحيل أن تنخفض الأسعار إلى هذا الحد، كما أشار إلى أن تكلفة إنتاج البرميل في مصر تتراوح بين 3 و5 دولارات، وتزداد في الحقول العميقة. وأكد أن النفط يعد عصب الحياة للاقتصاد العالمي، ولا يمكن الاستغناء عنه بهذه الطريقة، حيث تعتمد الأسعار على قوى العرض والطلب وليس على التصريحات السياسية.

تحليل الخبراء: تصريحات بلا أسس اقتصادية

من جهته، اعتبر ثروت راغب، أستاذ هندسة البترول والطاقة، أن تصريحات ترامب غير واقعية على الإطلاق، حيث تتراوح تكاليف إنتاج النفط في دول الخليج بين 4 و5 دولارات، بينما تصل في مصر إلى نحو 7 دولارات، وتختلف حسب العمق الجيولوجي. وأكد أن أسعار النفط لا يمكن أن تصل إلى هذا المستوى المنخفض، حيث تحافظ منظمة “أوبك” على نطاق سعري يتراوح بين 60 و80 دولارًا للبرميل، وتعتبر مثل هذه التصريحات مجرد بلبلة سياسية دون أي أساس اقتصادي.