تراجع الدولار أمام الجنيه المصري يعد خطوة إيجابية تعكس تحسن الوضع الاقتصادي في البلاد حيث أشار الدكتور محمد الجوهري إلى أن هذا التراجع سيساهم في تحسين القدرة الشرائية للمواطنين المصريين بشكل ملحوظ فمع انخفاض تكلفة الواردات من الوقود والسلع الغذائية ستصبح هذه المنتجات أكثر سهولة في متناول الجميع كما أن زيادة إيرادات السياحة وتحويلات المصريين من الخارج تسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي مما ينعكس إيجاباً على حياة المواطنين اليومية ويعزز ثقتهم في السياسات المالية والنقدية المتبعة لذا فإن هذا التوجه يعد مؤشراً على استقرار نسبي قد يفتح آفاقاً جديدة للنمو والتطور في المستقبل القريب.

تراجع سعر الدولار الأمريكي أمام الجنيه المصري

شهدت الأسواق المصرية تراجعًا ملحوظًا في سعر الدولار الأمريكي أمام الجنيه المصري، حيث انخفض السعر بحوالي 58 قرشًا خلال الأسبوعين الماضيين، وقد وصف الدكتور محمد الجوهري، رئيس مركز أكسفورد للبحوث والدراسات الاقتصادية، هذا الهبوط بأنه أسرع من الاتجاه العام، مشيرًا إلى أن هذا التراجع يعود لعدة عوامل رئيسية، مثل تدفق العملات الأجنبية، وزيادة تحويلات المصريين في الخارج، فضلًا عن ارتفاع إيرادات السياحة والصادرات، مما أدى إلى عجز العرض على الدولار في السوق المحلي، وهو ما من شأنه تحسين القدرة الشرائية للمواطن المصري.

أسباب تراجع الطلب على الدولار

أوضح الدكتور الجوهري أن انخفاض الطلب على الدولار من قبل المستوردين ساهم في تراجع نشاط الاستيراد، مما أدى إلى تقليل الحاجة للدولار في تلك الفترة، بالإضافة إلى أن بعض المستثمرين الأجانب قاموا ببيع دولاراتهم مقابل الجنيه لتحقيق أرباح أو تعديل مراكزهم، مما زاد من المعروض من الدولار محليًا، وهذا التوجه ساهم في استقرار السوق.

دور السياسات النقدية في دعم الجنيه المصري

أكد الجوهري أن الاستقرار النسبي في معدلات التضخم أتاح للبنك المركزي فرصة تثبيت أسعار الفائدة ودعم العملة المحلية، حيث تحسنت الثقة في السياسات المالية والنقدية بعد تطبيق إجراءات إصلاح هيكلي، وزادت توقعات المؤسسات الدولية بشأن قدرة مصر على الوفاء بالتزاماتها، مما عزز قوة الجنيه أمام الدولار الأمريكي. وشدد على أن الاستقرار الحقيقي لا يتحقق فقط من خلال تراجع الدولار، بل من خلال قوة الاقتصاد الحقيقي وقدرته على توليد عملة صعبة مستدامة من داخل السوق المصرية، وهو ما يتجلى في ارتفاع إيرادات قناة السويس والسياحة وزيادة تدفقات النقد الأجنبي من الاستثمارات الخليجية في مشروعات البنية التحتية والطاقة.

الآثار الإيجابية لتراجع الدولار على الاقتصاد المصري

لفت الدكتور الجوهري إلى أن تراجع سعر الدولار أمام الجنيه سيؤدي إلى انخفاض تكلفة الواردات من الوقود والسلع الغذائية، مما سيساهم في تحسين القدرة الشرائية للمواطنين، خاصة في ظل تراجع كلفة الاستيراد، وهذا يعكس تأثيرات إيجابية على الاقتصاد المصري ويدعم استقرار السوق المحلي.