دعاء على من قهرني وظلمني وأبكاني وأذاني ليس بعده حل يُسترد به الحق من الظلمة، فاللجوء إلى الله هو الحل الوحيد في أي ضائقة، لا أحد يملك من نفسه شيئا، وأفضل وسيلة نلجأ بها إلى الله هي الدعاء، خصوصا في حال التعرض إلى ظلم أو قهر، وهنا رد الإساءة بإساءة لن يكون مجديا، والله مستجيب الدعوات لا يؤخر دعوة مظلوم.
دعاء على من قهرني
ورد العديد من الصيغ يمكن أن تكون دعاء على من قهرني، وهي صيغ فصيحة، فعلى الرغم من أن الكلام مع الله في الدعاء أمر لا يحتاج إلى وسيط أو فصاحة، ولكن التأدب أثناء الحديث مع ربنا تبارك وتعالى أمر مطلوب.
ومن ضمن الصيغ الفصيحة التي ربما لا يعرفها عدد كبير من الأشخاص دعاء يقول:
“يا ربّ اللهمّ عليك بمن قهرني وأنت تعلمه، اللهمّ خيّب أمله، وأزل ظلمه، واجعل شغله في بدنه، ولا تفكّه من حزنه، وصيّر كيده في ضلال، وأمره إلى زوال، ونعمته إلى انتقال، وسلطانه في اضمحلال، وأمِتْه بغيظه إذا أمتّه، وأبقه لحزنه إن أبقيته، وقني شرّ سطوته وعداوته، فإنّك أشدّ بأساً وأشدّ تنكيلاً”.
في كثير من الأحيان يفضل الشخص أن يتحدث مع الله في دعائه بكل أدب من خلال كلمات بليغة تستحق أن تُقال لله عز وجل.
لذلك يلجأن إلى محرك البحث الشهير جوجل أملا في العثور على ما يستحق أن يقال في حضرة ربنا عز وجل من كلمات تعبر عن الشعور الذي ينتاب الشخص بهذه اللحظات.
دعاء على من قهرني وظلمني
ومن ضمن الصيغ التي تأتي في سياق دعاء على من قهرني وظلمني، هناك صيغة في غاية البلاغة يرددها الكثيرون، تعبر بشكل مثير عن إحساس الإنسان لما يتعرض لمثل هذا الأمر، إذ تتولد الكلمات القوية من رحم معاناة قوية.
وكلما كانت معاناة الشخص أقوى وجد نفسه يريد كلمات أقوى، والصيغة التالية تعبر عن هذا:
“اللهمّ إنّني لا ملجأ لي سواك فاحفظني من عبدك الذي قهرني وأكلَ مالي، فاللهم إنّك قوي عزيز ذو انتقام فانتقم لي منه واجعله آية للقوم الظالمين، اللهم ارني فيه يوم أسود اللهم بحق لا اله الا الله محمد عبده ورسوله”.
يجب التأكيد على أن البلاغة وفصاحة الكلمات ليست شرطا ليستجيب الله دعاء المظلوم أبدا، وذلك لأن الله تبارك وتعالى يسمع لكل البشر ويستجيب لأي إنسان يلجأ إليه ويطلب العون.
ولا يميز الله بين البشر كما جاء في سنة النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام في هذا الشأن المهم جدا: “لا فرق لعربي على أعجمي إلا بالتقوى”.
دعاء على من قهرني وأبكاني
الدعاء على من قهرني وأبكاني ليس شرطا أبدا أن يكون تضرعا لله لكي ينتقم منه بالشر أو بأن يتعرض لما يسوءه ويؤذيه، إذ يأمرنا الإسلام الحنيف بحسن الخلق والسماحة، حتى في حال التعرض إلى الظلم.
لذلك ربما يكون الدعاء بالرحمة والهداية لهذا الظالم أفضل عند الله عز وجل من أن الدعاء عليه بالأذى.
ومن الصيغ المعبرة عن هذا:
“يا رب الظالم ملك أسباب القوة في الدنيا وأنا عبدك لا أملك إلا إيماني بك وتوكلي عليك ودعائي يا رب إن الظالم جمع جنده وسلاحه وسجونه وزبانيته ومنع عنى الأهل والأحباب وتركني في ظلمة الزنزانة على الأرض والتراب”.
بكاء المظلوم عند الله غال، ولا يرده الله أبدا، فكما جاء في التراث وكتب الفقه، فإن الله يمهل ولا يهمل، أي أن الحق يعود لأصحابه مهما طال الزمن.
إنما الانتظار لحكمة لا يعلمها إلا الله تبارك وتعالى، فمهما تأخر ظهور الحق لابد له أن يظهر في النهاية، إن الباطل كان زهوقا كما جاء في الأقوال المأثورة.
دعاء مستجاب على من قهرني
كل الأدعية هي دعاء مستجاب على من قهرني، إذ لا يتطلب التضرع إلى الله أي شرط أو وسيط أو كلمات معينة، ربنا جل في علاه يعلم ما تخفي الصدور.
ولا يرد الله مظلوم، بل ولا يرفض ظالم تائب، لذلك فإن أي كلمات يقولها المظلوم لله في دعائه هي مستجابة بأمر الله بدون أي شك أو تخوف من عدم الاستجابة.
وهناك صيغة جاءت كالتالي: “يا رب الكون يا قوي يا جبار يا متعالي عليك بمن قهرني وحدّ من أفقي ومنعني خير الدنيا الذي كتبته لي”.
من الممكن أن تتأخر الاستجابة من وجهة نظر لبشر الضيقة، بل وربما يظن البعض أن الله لا يستجيب، وهو أمر عار تماما من الصحة.
لأنه كما ذكرنا لا يرد الله أي إنسان مهما كان، ولكن حكمته أفضل وأهدى، فمثلا لا يعني عدم رؤية الدعاء يتحقق أمامك في وقتها أن الله قد نسيك أو أهملك، بل على العكس تماما.
أقوى دعاء على من قهرني
أقوى دعاء على من قهرني جاء في أشكال كثيرة وصيغ عديدة، منهم صيغة تطلب القصاص من الظالم ثم هدايته بهذا القصاص حتى لا يجور أبدا على أي شخص آخر.
فكما سبق وذكرنا أن السماحة أمر مهم ومن حسن الأخلاق التي أمرنا بها النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام في سنته الحنيفة. وجاء في التراث صيغة دعاء على من قهرني تقول:
“اللهم جمعت لمن ظلمني ما استطعت من الدعاء، يا رب تمنيت لمن ظلمني الهداية والتوبة وتمنى هلاكي وتدميري ولا حول ولا قوة إلا بك فمن يا رب على دعوة عبيدك المسكين الفقير وبعزتي وجلالك لأنصرنك ولو بعد حين”.
ربنا جل في علاه يستجيب الدعاء كما يرى في صالح الداعي، إذ يقول الفقهاء إن الله عز وجل يستجيب الدعاء بـ3 طرق مختلفة.
ولكن لا يرد أي شخص أبدا، فإما أن يرى الشخص دعائه يتحقق أمامه في وقتها، وإما لا يراه، وهذا لا يعني أن الله رده، ولكن يعني أن الله استجاب بطريقة أخرى.
استجابة الله للدعاء يمكن أن تكون في صورة رفع بلاء عنه مقابل هذه الدعوة، وهذا يخضع لحكمة الله عز وجل، ودائما حكمته هي الأصوب والأصلح للبشر.
فكما جاء في التراث «لو علمتم الغيب لاخترتم الواقع”، وبالتالي لا يعنى أنك لم تحصل على ما طلبت من الله أمامك أن الله قد تركك أو تخلى عنك ولم يمنحك ما تطلب أبدا.
وصورة أخرى تكون استجابة للدعاء هي أن الله تبارك وتعالى يحفظ لك الدعاء رصيد لك في الآخرة، فلو حدث هذا فأنت بالتأكيد تحتاج إليه في الآخرة.
إذ لا يمنع الله عنك إلا لصالحك، ولا يؤخر عنك إلا لتحسين حالك، لذلك يجب ألا نيأس ونظن خيرا بالله دائما ونلتزم بقوله تعالى «قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله».
خفايا الأمور وبواطنها يعلمها الله كلها، ولا يخفى عنه أي شيء، لذلك يدبر الأمر دائما لما فيه صالح العباد.
من ضمن أسمائه الحسنى الكريم المستجيب، لن يمنع أبدا عن خلقه ما يريدوا، فمن غيره وضع الإنسان في الضيق ليسمع ندائه ويستجيب له ويعطيه من واسع فضله الذي لا ينضب ولا يجف أبدا.