يعتبر البحر المديد من البحور الشعرية التي وضعها الخليل بن أحمد الفراهيدي، ولكنه يعتبر من البحور الثقيلة على السمع وصعبة التنظيم، ويعتقد أنه السبب في أن الشعراء لم يستخدموه كثيراً وهجروه.
البحر المديد
ينتمي البحر المديد إلى دائرة المختلف إلى جانب البحر الطويل، والبحر البسيط، وتمت تسميته بالبحر المديد بسبب امتداد أجزائه السباعية نحو الخماسية؛ حيث أصبح أحدهما في آخر الجزء والثاني في أوله.
وهو ثنائي التفعيلة يرتكز على تفعيلتين رئيسيتين:
- فَاعِلاتُنْ: – ب – –
- فَاعِلُنْ: – ب –
تفعيلات البحر المديد
البحر المديد لا يتم استخدامه إلا مجزوءًا، وذلك لأن البحر المديد التام يكون في 4 تفعيلات في الشطر الواحد، ويكون استعماله كاملًا شكله شاذ؛ حيث تكون تفعيلته التامة على وزن:
فَاْعِلاتُنْ فَاْعِلُنْ فَاْعِلاتُنْ فَاْعِلُنْ ** فَاْعِلاتُنْ فَاْعِلُنْ فَاْعِلاتُنْ فَاْعِلُنْ
-ب – – / – ب – / – ب – – / – ب – ** ـ ب – – / – ب – / – ب – -/ – ب –
مفتاح البحر المديد
و مفتاح بحر المديد، هو: لِمَدِيدِ الشِّعْرِ عِنْدِي صِفَاتُ
وتفعيلاته: فاعلاتن فاعلن فاعلاتن : – ب – – / – ب – / – ب – –
أو في عبارة أخرى: يا مديداً أعيني شاخصات
وتفعيلاته: فاعلاتن فاعلن فاعلاتن: – ب – – / – ب – / – ب – –
صور تفعيلات البحر المديد
- تأتي فاعلاتن على الصور الآتية:
فاعِلاتُ
فعِلاتن
فِعِلات
- تأتي فاعلن على صور عديدة، ومنها:
فاعلن
فعْلن
فعِلن
فاعِلْ
فاعِلان
أمثلة على تفعيلات البحر المديد
من أبرز الأمثلة على البحر المديد وتفعيلات البحر المديد:
- المثال الأول:
بيت الشعر: لا يغرَّنّ امرءًا عَيْشُهُ ** كُلُّ عيشٍ صائرٌ للزّوال
الكتابة العروضية: لا يغررن نمرءن عيشهو ** كلْلُ عيشن صائرن لزْزَوال
التفعيلات: فَاعِلَاتُنْ فَاعِلُنْ فَاعِلُنْ ** فاعلاتن فاعلن فَاعِلَانْ
- المثال الثاني:
بيت الشعر: إنّما الذّلفاءُ ياقوتةٌ ** أُخْرجتْ من كيس دِهْقان
الكتابة العروضية: إنْنَمَ ذْذَل فاءَ يا قوتتن ** أخرجت من كيس ده قان
التفعيلات: فَاعِلَاتُنْ فَاعِلُنْ فَاعِلُنْ ** فَاعِلَاتُنْ فَاعِلُنْ فَعِلُن
- المثال الثالث:
بيت الشعر: يا لبكرٍ أنْشِروا لي كُليبًا ** يا لبكرٍ أينَ أينَ الفرارُ
الكتابة العروضي: يا لبكرن أنْشِرو لي كليبن ** يا لبكرن أينَ أي نل فرارو
التفعيلات: فَاعِلَاتُنْ فَاعِلُنْ فَاعِلَاتُنْ ** فَاعِلَاتُنْ فَاعِلُنْ فَاعِلَاتُنْ
أمثلة شعرية على البحر المديد
على الرغم من صعوبته إلا أن بعض الشعراء لم يعجزوا عن كتابة الشعر على وزن البحر المديد، وأبرزها:
ما لهذا النجم في السحر – حافظ إبراهيم
ما لهذا النّجمِ في السّحر ** قد سها من شدّة السَهر
خِلتُهُ يا قومُ يؤنسني ** إن جفاني مؤنسُ السحر
يا لقومي إنّي رجلٌ ** أفنتِ الأيّامُ مصطبري
طوقتك السحب بالمنن – أحمد شوقي
طوّقتكَ السّحب بالمنن ** ووقيتِ الضير من دمن
وجزيت الخلد عن زمن ** كان كل العهد بالزمن
منّة للدار نذكرها ** بلسان المدمع الهتن
ما هوى إلا له سبب – أبو نواس
ما هَوًى إلّا له سببٌ ** يبتدي منه وينشعب
فتنت قلبي مُحجّبةً ** وجهُها بالحُسنِ مُنتقَب